أنريكو ماسياس أرجع المغني الصهيوني انريكو ماسياس فشل زيارته الأولى إلى الجزائر شتاء العام الماضي التي كان سيقوم بها رفقة الرئيس الفرنسي ساركوزي إلى قرار شخصي اتخذه في آخر لحظة خوفا منه على تضرر مصالح فرنسا وبأنه يستغرب من الجزائريين عنصريتهم التي اعتبرها ليست متأصلة فيهم * في أول سؤال طرحته إحدى الصحفيات الفرنسيات على اليهودي ماسياس، ضمن حوار مطول أجري منذ أيام قليلة، حمل لهجة استفزاز وتحريض، حول ما أسمته "كره الجزائريين له"، واستفسارها عن خلفية عدم تمسكه بزيارته للجزائر التي ولد بها، رد ماسياس انه شعر بحزن شديد لصعوبة الموقف الذي اسماه "بالعنصري" من الجزائريين المعروفين -على حد قوله- بمناهضتهم لهذا المبدأ، وتأسف لأن الدعوة كانت من الرئيس الفرنسي ساركوزي شخصيا لمرافقته ضمن زيارته الدبلوماسية، وبأنه فضل عدم الإصرار على القدوم إلى الجزائر في ظل الرفض المعلن لمجيئه، حتى لا يضر بمصالح فرنسا. * ويبدو ان ماسياس المعروف بدعمه لإسرائيل رد هذه المرة بدبلوماسية عن مسألة فشل زيارته إلى الجزائر، ذلك انه صرح في مواعيد سابقة، انه "لن يزور بلدا لا يرحب به". * لكن تطمينات ساركوزي التي كتبت عنها معظم الصحف العالمية والتي أثلج من خلالها الرئيس الفرنسي صدر ماسياس، بأن نصحه "بالتحلي بالصبر وان لا يستعجل قدومه إلى الجزائر"، مؤكدا له انه سيزورها يوما ما، ومهما كان الثمن، يبدو انها ساهمت في تغيير قراراته. * ويبقى ان هذا الفنان الذي كتب له ان يولد فوق ارض تطهرت بدماء الشهداء، يجهل ان الجزائريين وقفوا ضد قدومه لا سيما جمعيات وشخصيات من التيار الوطني المناهض للتطبيع، لأنهم لن ينسوا رغم استذكاره في أغنياته حنينه إلى أرضنا، مواقفه المنتقصة من قيمة العرب والمدافعة على الجرائم الشنيعة التي ترتكبها إسرائيل في مناطق عربية، انطلاقا من العام 1967 أين توجه إلى جبهة القتال بسيناء وغنى لعساكر إسرائيل وهم يهاجمون الجنود العرب على الجبهة المصرية، ثم خروجه في مسيرات تأييد لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إرييل شارون خلال انتفاضة الأقصى الأولى، وتصريحه في آخر حواراته انه يتشرف بالغناء في التاسع من جوان الحالي بتل أبيب وحيفا، احتفاء بحلول السنة الستين لإقامة دولة إسرائيل في قلب الأمة العربية، بل ومشيدا بفخر أن إسرائيل تبقى "معجزة طبيعية تنمو لتصبح قوية"، وانه يشعر في كل مرة يموت فيها إسرائيلي، بجرح عميق، وبأنه مع المثابرة والحرب من اجل نيل الاستحقاق الإسرائيلي. * وكانت وزيرة الثقافة خليدة تومي قد صرحت للشروق اليومي بأن المغني ماسياس مرحب به في الجزائر إن تخلى عن صهيونيتيه، موضحة أن الرفض الشعبي لمرافقة ماسياس للوفد الرئاسي الفرنسي الذي زار الجزائر مؤخرا كان بسبب تصريحات ماسياس المدعمة للفكر الصهيوني والمشجعة للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وعلى سكان غزة بالذات.