وضع الفنان الفرنسي الجنسية، اليهودي الأصل، أنريكو ماسياس مساء أمس، حدا للجدل الذي دار في الأسابيع الأخيرة في الجزائر وفرنسا عن إمكانية حضوره إلى الجزائر رفقة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خاصة أن هذا الأخير سيحل ضيفا على مسقط رأس ماسياس قسنطينة في الرابع من شهر ديسمبر القادم، حيث أكد حصريا ل"الشروق اليومي" مساء أمس بباريس بأنه قرر عدم الحضور إلى الجزائر وعدم إحراج السلطات الجزائرية والفرنسية أيضا. وقال ل"الشروق اليومي" بأن ساركوزي كلمه أول أمس السبت وأخطره بأن الوقت غير مناسب لزيارة الجزائر ووعده بالتفكير في ذلك لاحقا، وهو ما أقنعه خاصة أن ماسياس - حسب تصريحه للشروق اليومي - لم يشم رائحة الترحاب من السلطات الجزائرية التي لم توجه له الدعوة وحاول التركيز أكثر في رده المقتضب على الصداقة التي تجمعه بساركوزي.. وكانت قسنطينة نهار أمس قد تيقنت بأن ماسياس سيكون ضيفا على المدينة، حيث طالت الأشغال التحضيرية لزيارة ماسياس "الشارع" الذي ولد به وهي منطقة من المستحيل أن يحط بها الرئيس الفرنسي وقال ماسياس للشروق اليومي أنه سيحضر للجزائر مهما كان الثمن مستقبلا وأبدى تحسره لأن الشعب الجزائري - حسبه - سيشعر بالإحباط خاصة الذين اتصلوا به وأعربوا عن ترحابهم به، لتتبخر الإشاعة نهائيا على لسان الفنان ماسياس الذي تحدث عن (برودة) الجانب الجزائري ونصيحة صديقه الرئيس الفرنسي، رغم أنه هو الذي رفض زيارة قسنطينة في أفريل من عام 2000.. وبتبخير أنريكو ماسياس أو (غاستون غراناسيا) للحلم الذي عاش لأجله أو أوهم الناس بأنه عاش لأجله وهو زيارة مسقط رأسه في مناسبتين مهمتين أولاهما دعوة من الرئيس بوتفليقة والثانية دعوة مترددة من نيكولا ساركوزي، أصبح في حكم المؤكد أن ماسياس لن يزور المدينة نهائيا. وكانت أمنية ماسياس قد انتعشت عندما وضع ساركوزي في أجندته زيارة قسنطينة في بداية ديسمبر، وهو شهر مقدس لدى اليهود، فقام بإلغاء كل التزاماته المتزامنة مع بداية شهر ديسمبر وظل "راداره" يلتقط ردود الفعل مثل ما قاله رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم في وهران عندما أكد بأنه لن يستقبل ماسياس ولن يصافحه، ويمكن تصور سيناريو ساركوزي رفقة ماسياس في قصر الحكومة، وكان ماسياس قد أوضح لوكالة فرانس براس للأنباء يوم الأحد قبل الماضي (18 نوفمبر) أنه يحلم فعلا بزيارة قسنطينة مع حرصه الشديد على أن لا يحرج صديقه نيكولا ساركوزي الذي كلفه بمهام رسمية في إطار مشروع الإتحاد المتوسطي الذي يدعو إليه منذ توليه قيادة قصر الإليزي.. وفي المقابل يتواصل "الحمام" الذي أخذه بدن قسنطينة في سباق مع الزمن في عمليات تبليط وتعبيد وتشجير كل الطرقات والأماكن التي سينزل فيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وكان والي قسنطينة في لقاء قصير بالشروق اليومي قد اعتبر هذا "الدوش" عاديا لأن الولاية تمتلك مبلغ 700 مليار سنتيم لتهيئة المحيط، ووعد بأن تتواصل الأشغال بعد زيارة ساركوزي ضمن إطار تنموي. صبرينة.ب