صورة من الأرشيف لسياح اختطفوا سابقا تلقت الحكومة الإسبانية دليلا ماديا على أن رعاياها الثلاث الذين تم اختطافهم في وقت سابق من على التراب الموريتاني من طرف محسوبين على "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، لا زالوا على قيد الحياة، وهو الشرط الذي حددته حكومة مدريد من أجل مباشرة مفاوضاتها مع الخاطفين من أجل تحرير الرهائن . * ويتمثل هذا الدليل المادي، حسب يومية "لموندو" الإسبانية في عددها الصادر أمس الجمعة، في شريط فيديو يظهر الرهائن الثلاث في صحة جيدة، ونقلت الجريدة عن مصدر على علاقة بملف الرهائن، أن رئيس مصلحة الاستعلامات الإسبانية تنقل إلى العاصمة المالية باماكو الإثنين المنصرم، من أجل معاينة شريط الفيديو، الذي تسلمته السلطات المالية من " الجماعة السلفية " عبر وسيط، لم يكشف عن هويته . * ويظهر الشريط، أحد الرهائن الثلاث الذين اختطفوا في 29 نوفمبر بمنطقة صحراوية بموريتانيا، قدموا على أنهم يقومون بنشاط إنساني، وهو ألبير فيلاتا، في صحة جيدة، وقد بدا الجبس على إحدى ساقيه، فيما يعتقد أنه أصيب خلال محاولته الفرار من قبضة الخاطفين يوم حادثة الاختطاف . * وتعتبر خلية الأزمة التي شكلتها حكومة مدريد لمتابعة قضية الرهائن الثلاث، شريط الفيديو، الذي بحوزة الحكومة المالية، دليلا ماديا على أن الرهائن لا زالوا على قيد الحياة، وهو الحافز الذي كان ينقص الإسبان كي يباشروا مفاوضات منظمة مع الخاطفين، من أجل تحرير المخطوفين . * وكان تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، قد طالب بداية شهر جانفي الجاري، فدية بقيمة سبعة ملايين دولار، وتحرير ما يزيد عن عشرة عناصر محبوسين في السجون الموريتانية، كشرط للإفراج عن الرهائن الإسبان، في حين أن حكومة مدريد نفت أن تكون قد تلقت دعوة لتقديم فدية . * ولم يؤكد رئيس الدبلوماسية الإسبانية ميغال أنخيل موراتينوس، خبر الفيديو كما لم ينفها، ردا على سؤال لإحدى وسائل الإعلام الإسبانية، غير أنه أكد في السابع من الشهر الجاري، أن حكومة بلاده لن تقدم فدية للخاطفين. * وذكرت الجريدة أن من بين الأسماء التي طلب الخاطفون الإفراج عنهم، مسؤول خلية جهادية بمقاطعة كاتالونيا (شمال شرق إسبانيا)، يدعى ولد الطيب، المعروف ب "سعيد سرحيب"، تم اعتقاله في سنة 2005، قبل أن يرحل إلى موريتانيا في سنة 2007 . * كما سبق لذات التنظيم الإرهابي، أن هدّد بإعدام الرهينة الفرنسي، "بيار كامات"، الذي اختطف في 26 نوفمبر المنصرم من شمال مالي، إذا لم يتم الإفراج عن أربعة من عناصره في غضون العشرين يوما المقبلة، بحسب ما أورده مركز مراقبة المواقع الجهادية على الأنترنيت، الأمريكية، " سيت " ، منتصف الأسبوع المنصرم، فيما لا يزال مصير رعيتين إيطاليين تم اختطافهما في 17 ديسمبر الأخير من على التراب المالي غامضا .