أجرت الأشهر الأخيرة عدة هيئات فرنسية اتصالات غير رسمية مع عدد من الأدمغة الجزائرية المهمشة، بالتحديد التي سبق لها التدرج في سلم المسؤولية بمجالات الطب والصيدلة والتكنولوجيات المتقدمة والطاقة المتجددة والطاقة الشمسية بعرض خدمات وامتيازات مغرية في مقدمتها الإقامة أو الجنسية لمن شاء والتوظيف في مناصب هامة على رأس مؤسسات في مجالات اختصاصاتهم، وهذا تنفيذا لتعليمة داخلية قال أصحاب العروض إنها موقعة من طرف ساركوزي وأنه أمر بتنفيذها مباشرة بعد وصوله إلى قصر الإليزي. * وتفيذ المعلومات المتوفرة لدى "الشروق" أن من بين الذين تم إغراؤهم من خلال عروض هامة وامتيازات خاصة في ملتقيات علمية، وزير سابق وبعض إطارات مركز التكنولوجيات المتقدمة الكائن مقره ببا با احسن ومركز الأبحاث النووية وبعض جراحي القلب والجراحة الدقيقة، وقد تلقى هؤلاء حسبما تسرب من معلومات عروض بالإقامة في حال رفض التجنس إلى جانب الحصول على منصب عمل دائم في مجال التخصص براتب خيالي. * ومن بين من تستهدفهم حملة جلب الأدمغة الجزائرية التي تدرجت في المسؤولية من يملكون خبرة في مجالات التعاون الجزائري الفرنسي في المجالات المذكورة من خلال مناصب عملهم وأن يكون لهم رصيد هام، وأهم من تلقوا عروضا وأبلغوها للسلطات الجزائرية بعد رفضهم العروض بروفيسور في مجال جراحة القلب، حيث عرض عليه مسؤولون فرنسيون الحصول على الجنسية والإقامة الدائمة في فرنسا وتوكيله منصب مدير مستشفى متخصص بإحدى المقاطعات الفرنسية، لكنه اعتذر وتحجج الإطار الجزائري بالتزامات في الجزائر، سيما وأنه اعتلى مناصب سامية في الجزائر قبل أن يحال على الهامش وخوفا من أن يكون للعرض أهداف خفية للعرض. * ومن بين ما أسره أصحاب العرض للبروفيسور الجزائري المعروف أن الرئيس ساركوزي وبعد وصوله إلى قصر الإليزي باستقطاب ما أمكن من الأدمغة الجزائرية التي تملك ليس فقط قدرات علمية، بل يستحسن أن يكونوا من بين من درسوا في الجامعات ومراكز الأبحاث الفرنسية بالدرجة الأولى أو الأوربية بدرجة أقل، كما يكون العرض أكبر من حيث الامتيازات إن كان لصاحب الكفاءة العلمية رصيد في التسيير بالمؤسسات الجزائرية. * نفس السيناريو تكرر مع باحث جزائري، لكن بشكل مغاير عرض عليه زملاء له فرنسيين خلال ملتقى جرى العام الماضي في ألمانيا حيث عرضوا عليه ترك منصبه كباحث في مركز الأبحاث لتكنولوجيات المتقدمة الكائن مقره ببابا احسن جنوب غرب العاصمة والاستفادة من منصب أعلى في هيئة الأبحاث التقنية الدقيقة في فرنسا والحصول على إقامة وراتب ضعف راتبه في الجزائر بعشرات المرات فضلا عن إمكانية الحصول على الجنسية إن رغب في ذلك، كما يمكنه التجنس في ظرف قياسي تطبيقا لتعليمة داخلية أصدرها الرئيس ساركوزي وأمر بتطبيقها دون لفت الانتباه ودون فتح الباب أمام من هب ودب. * وتلقى نفس العرض وبنفس الامتيازات إطاران آخران، أخبرهما أصدقاء لهما في نفس مجال البحوث العلمية أن الرئاسة الفرنسية منحت امتيازات خاصة للأدمغة الجزائرية المتميزة من حيث الكفاءة العلمية والخبرة في التسيير. * الإطار الأول في مجال تكنولوجيات الاتصال والآخر خبير في الطاقة المتجددة واستغلال الطاقة الشمسية واللذان رفضا هما كذلك العرض خوفا مما يخفيه نظرا لتفضيل الأدمغة التي تمكنت من الاعتلاء في مناصب المسؤولية عن غيرها، مما يفتح باب الشكوك حول نوايا الطرف الفرنسي. * من جهة أخرى أفاد مصدر مطلع ل"الشروق" أن التعليمة التي يغري بها مبعوثو الاليزي الأدمغة الجزائرية داخلية لها طابع السرية أصدرتها الرئاسية الفرنسية وتندرج في إطار مصالح البلد الكبرى وتمكنها من منح الجنسية والمناصب لأشخاص معينين. * وأكدت ذات المصادر أن السفارة الفرنسية في الجزائر لا تفوت فرصة منذ وصول ساركوزي إلى سدة الحكم لتعرض نفس الإغراءات على مسؤولين جزائريين في مجالات اقتصادية وبترولية وطبية وفي مجالات البحث النووي والطاقة الشمسية وتستهدف من كان لهم رصيد في التسيير لقطاعات اختصاصهم والهدف لا يخرج عن نطاق تحويل تلك الأدمغة إلى مصادر استعلام تنتهي بالعمالة.