أوقفت مصالح الأمن مؤخرا عددا من الأشخاص المشتبه فيهم بولايات وسط وأقصى الجنوب، يشتبه في انتمائهم لشبكات سرية تنشط لصالح تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وتشتبه الجهات المسؤولة عن التحقيق في ملف هذا التنظيم في وجود وطأة قدم لهذا الأخير بولايات جنوبية تستحوذ على مواقع إستراتيجية تسهل من تحركات ونشاط جماعات تمثل خلايا نائمة للتنظيم الإرهابي في مدن وسط وأقصى الصحراء . * كما تحصلت المصالح الأمنية المكلفة بمكافحة الإرهاب على معلومات من تائبين تفيد بوجود علاقة وطيدة بين عدد من مهربي السجائر المعروفين بولايات الجنوب وتجار ورجال أعمال وتنظيم "الجماعة السلفية". وأكدت هذه المعلومات بأن التنظيم الاجرامي يستغل المهربين وعددا من الأشخاص بالجنوب في تبيض الأموال التي يحصل عليها من مداخيل رعاية تهريب السجائر والمخدرات في شمال موريتانيا وشمال مالي، وعلمت "الشروق" أن مصالح الأمن المختصة حققت في الأسابيع الأخيرة مع عدد من المشبه فيهم بالعمل ضمن شبكات منظمة تضم تجارا ورجال أعمال أوكلت لهم مهمة تبيض أموال التهريب واستثمار عائداتها لصالح الإرهابيين . * وتفيد مصادرنا أن من بين الموقوفين على خلفيات التحقيق الجاري أشخاص من مدن تمنراست، أدرار والمنيعة ، مع إمكانية نقل مجموعة من الأسماء الموقوفة حاليا إلى الجزائر العاصمة للتحقيق معها في شأن صلات التنظيم الإرهابي بشبكات التهريب في جنوبالجزائر. * وتأتي هذه الإجراءات الأمنية حسب مصادر "الشروق" بعد أن تطابقت معلومات أدلى بها تائبون احتلوا مناصب قيادية في التنظيم ومستجدات ميدانية عن تحركات تنظيم "الجماعة السلفية" في مدن مهمة جنوبالجزائر ومناطق الساحل الإفريقي بعد العمليتين الأخيرتين بكل من المسيلة وبوسعادة، تفيد بأن أغلب الأموال التي حصلت عليها إمارة التنظيم الإرهابي بشرق الجزائر وبعض الخلايا النشطة بالجنوب في سنوات 2007 و2008 جاءت عبر وسطاء قدموا من مناطق شمال المالي ومن موريتانيا وأقصى الصحراء، ما يؤكد أن الأموال التي تنتهي بيد خلايا التنظيم تأتيه من طرف عائدات تهريب السجائر والمخدرات وغيرها من الأنشطة المرجح تصنيفها في نشاط البعض من التجار ورجال الأعمال بينهم معتقلين أوقفوا أثناء سنوات تسعينيات القرن الماضي على خلفية أحداث العشرية السوداء، كما تفيد معلومات تحصلت عليه مصالح الأمن المكلفة بمتابعة التحقيق في الموضوع أن كميات الأسلحة والمتفجرات التي استخدمت في العمليات الإرهابية بمناطق عدة من مدن الجزائر سنتي 2006 و2007 جلبها التنظيم بأموال جناها من رعايته لمثل هذه الأنشطة الإجرامية المتمركزة داخل وخارج الجزائر. * وكشفت ذات المصادر أن الإستراتيجية التي تبنتها "الجماعة السلفية" خلال السنوات المذكورة من خلال الهجمات الانتحارية التي طالت العاصمة الجزائر ومناطق من مدن الوسط كانت لإبعاد الأنظار وشغل السلطات الجزائرية والأمنية عن مخططات التنظيم الإجرامي في عدد من مدن وسط وأقصى الجنوب التي خطط التنظيم لتحويلها إلى قواعد خلفية للإسناد المادي .