يقف الفريق الوطني اليوم على أعتاب امتحان كروي جديد بمواجهة الفيلة الإيفوارية في كابيندا لافتكاك التأهل إلى الدور نصف النهائي بعد ما قدّم عرضا متواضعا في الدور الأول... * كانت ميزته الأولى قلة الخيارات الهجومية والفعالية في تسجيل الأهداف، وإن كان "الشيخ سعدان" يُصّر على أنه وصل إلى مبتغاه بهذا التأهل، لأن الهدف الأساسي هو بناء فريق قوي وقد بدأت معالمه تتضح الآن، ولم تعد مواجهة "دروغبا" ورفقاؤه سوى "نافلة" لا غير.. و"الشيخ سعدان" مؤتمن على ما قال! * وفي نفس الوقت، تقف الحكومة الجزائرية اليوم على أعتاب امتحان سياسي واجتماعي متجدد؛ فالاحتجاجات تزداد وتيرتها يوما بعد يوم، في كافة القطاعات الصناعية والصحية والتربوية وغيرها، وكانت الحكومة تؤجل أو تماطل في حلّ هذه المعضلات مستغلة انشغال الجماهير بمصير المنتخب الوطني الذي أضحى هاجس الكبار والصغار اليوم، وسيكون إقصاء الفريق الوطني، لو حدث، مدعاة لتدارك هذه السياسة الخاطئة قصد ترقيع ما يمكن ترقيعه في هذه الجبهة الاجتماعية المهترئة، قبل أن يتّسع الخرق على الراقع. * لم يستمع أحد إلى انشغالات المحتجين الذين يعيشون يوميا على وقع الفضائح الاقتصادية التي لانزال نكتشف، مصدومين، بعض تفاصيلها، ويواجهون بصخبهم صمت الوزارات الوصية التي أثبتت في أغلب الأحيان عجزها عن التسيير الحسن للملفات الموكلة إليها بقدر ما أثبتت عجزها عن التعامل مع ما بعد هذه الإخفاقات، وعندما يدفع الاحتقان إلى ثورة ما، يُسارع المسؤولون بإلقاء اللوم على "جهات ما" تخدم "مصالح خاصة" لا علاقة لها باستقرار البلد ونمائه، في حين يقضي المنطق السياسي، إن كان للسياسة منطق، بأنهم هم أول من ينبغي أن يواجه بأخطائه ويُحاسب عليها، وفاء لرجال أراقوا دماءهم من أجل أن تعيش الجزائر سيدة نفسها، بلا عرّاب أو وصيّ. * وسط هذه الدوامة العاصفة، نُدرك سر تحول الكرة إلى قضية سياسية، لأنها تمنح لكل من فشل في تسيير القطاع الموكل إليه فرصة لالتقاط الأنفاس، راجيا أن يمتد تألق الكرة طويلا، فما بين أنغولا وجنوب إفريقيا ألف طريقة للتهرب من حل المشاكل ومواجهة الأزمات واستدراك الأخطاء التي تنتهي بثورات تواجه بالقمع والتعسف في استعمال القانون، لا سيما وأن التهم جاهزة، لأن توزع على كل من يرفض اعتماد منطق الأبكم أمام مظاهر الانحراف والفساد. * كابيندا ستكون امتحانا للخُضر اليوم، بقدر ما سيكون الإقصاء امتحانا لمسؤولينا الذين يفشلون كثيرا ولا يجدون من يُحاسبهم على الفشل ولا على تبعاته، ولا يسعنا إلا تمني التوفيق للطرفين..