لم يتردد المدرب رابح سعدان في التأكيد خلال مداخلته الأثيرية، صباح أمس، على صعوبة مهمة ''الخضر'' سهرة اليوم أمام الفيلة العاجية، لكنه في نفس الوقت لم يخف تفاؤله لإعادة الكرة الجزائرية لأول مرة للمربع الذهبي الذي لم نصله منذ 20 سنة كاملة نحن في عز مرحلة النضج اعتبر الناخب الوطني فترة تواجد الفريق في أنغولا بأحسن مرحلة يقضيها مع هذا المنتخب، لأنها مكّنته من الوصول لمرحلة النضج التي بلغتها اللاعبون والإرادة الكبيرة التي يتسلحون بها تجعله ينتظر منهم رد فعل إيجابي، من دون أن يخشى مواجهة أي منافس مهما كانت قوته. ليخلص إلى القول بأن النخبة الوطنية لها كلمتها ستقولها في هذه المقابلة المصيرية، وذلك بالدفاع عن حظوظها في التأهل إلى غاية آخر لحظة، والسعي لمواصلة المشوار المؤدي إلى منصة التتويج. نحن نسير في الطريق السليم كما لم يتوان في التأكيد أن العناصر الوطنية جاهزة لخوض مقابلة ربع النهائي ضد المنتخب الإيفواري، وأن الأمور داخل معسكر ''الخضر'' - على حد قوله - تسير في الاتجاه السليم، لأن التشكيلة تحضر بجدية لهذا الموعد الهام، والجميع على دراية بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، لأن المسعى يتمثل في تقديم مباراة في المستوى، وبذل قصارى الجهود من أجل كسب الرهان والظفر بتأشيرة المرور إلى نصف النهائي. نراهن على الهجوم وليس لدينا ما نخسره وصرح المدرب الوطني بالحرف الواحد قائلا: ''حقيقة أن المواجهة ستكون صعبة للطرفين، لكن ليس لدينا ما نخسره، بعد نجاحنا في تحقيق الهدف المسطر وتجاوز عقبة الدور الأول، لكننا لن ندخل أرضية الميدان بغرض تحصين الدفاع وتحمّل عبء المباراة، وإنما من أجل البحث عن الفوز وتأدية مقابلة تليق بالمستوى الذي بلغته الكرة الجزائرية التي ستمثل العرب في مونديال جنوب إفريقيا. وعليه، فإننا سنلعب ورقة الهجوم للظهور بكامل إمكانياتنا''. شاوشي عاد للتدريبات لكن..؟ أوضح نفس المتحدث بأن مشاركة الحارس فوزي شاوشي في لقاء اليوم تبقى غير مؤكدة، لأن هذا الحارس عاد، سهرة أول أمس الجمعة، إلى أجواء التدريبات بصفة تدريجية، حيث ركض على انفراد مع مدرب الحراس بلحاجي وأحس بآلام في الظهر. وشاوشي - حسب تصريح سعدان - يبقى يخضع لعلاج مكثف قبل 24 ساعة من موعد المواجهة، ومصيره سيتحدد صبيحة اليوم خلال الاجتماع الذي سيكون بين الطاقمين الفني والطبي. لا خوف على زماموش وفي سياق متصل، لم يتردد سعدان في التأكيد أن الحارس محمد لمين زماموش خضع لبرنامج تحضيري خاص تحسبا لهذه المقابلة، حيث تم إعداده من الناحية النفسية للعب كأساسي ضد كوت ديفوار، وهو على أتم الاستعداد لحراسة عرين ''الخضر'' لأول مرة كما كان عليه الحال مع شاوشي في المقابلة الفاصلة ضد المنتخب المصري بالسودان. وقد أكد الناخب الوطني في هذا الصدد بأنه ليس متخوف من قضية حراسة المرمى، لأن الثقة كبيرة في زماموش لتأدية مباراة في المستوى. مغني ليس في أحسن أحواله وفيما يخص مشاركة اللاعب مراد مغني في هذه المواجهة تبقى رهينة الضوء الأخضر من الطاقم الطبي، لأن لاعب نادي لازيو روما الإيطالي كان قد أحس بآلام بعد مشاركة في نحو 20 دقيقة من مواجهة أنغولا، وشارك في الحصة التدريبية لسهرة الجمعة. إلا أن القرار الأخير يبقى بيد الطاقم الطبي، لأن مغني ليس في أحس أحواله الصحية مقارنة بما كان عليه في التصفيات. التغييرات ستكون اضطرارية أكد الناخب الوطني بأنه يعتزم الاحتفاظ بنفس التشكيلة التي خاضت لقاءي مالي وأنغولا، لأن المنتخب أدى مقابلتين كبيرتين وظهر بوجهه المعهود سواء من الناحية البسيكولوجية أو من حيث العطاء البدني. وهنا عاد سعدان للحديث عن العمل الجاد الذي قام به في التربص الذي أقيم بكاستيلي جنوبفرنسا. وعليه فإن مدرب ''الخضر'' سارع إلى التأكيد أنه يعمل دوما على ضمان الاستقرار والاستمرارية في العمل، ما دامت التشكيلة الوطنية أظهرت انسجاما كبيرا، والدفاع تمكّن من المحافظة على نظافة الشباك على مدار 180 دقيقة أمام منافسين يملكون أقوى خط هجوم في هذه الدورة، و''التغييرات إذا كانت فهي حتمية، فغياب شاوشي وتعويضه بزماموش قد يكون التغيير الوحيد الذي قد ندخله على تشكيلتنا عند ملاقاة كوت ديفوار''. أعرف كل شيء عن الخصم على غرار مدرب كوت ديفوار، فقد أكد سعدان بأنه عاين المواجهات الأخيرة التي أجراها المنتخب الإيفواري، فإن الشيخ سعدان أكد بدوره بأنه يعتمد على نفس السلاح، حيث عاين رفقة الطاقم الفني العديد من أشرطة المباريات التي خاضها منتخب كوت ديفوار خاصة في التصفيات المزدوجة، وذلك بغرض السماح للاعبين بأخذ نظرة شاملة عن إمكانيات المنافس. وقد أوضح سعدان بأن منتخب ''الفيلة'' منافس من العيار الثقيل، يبقى - على حد قوله - من أبرز المرشحين للتتويج باللقب القاري، فضلا عن كونه يبقى من أقوى المنتخبات على الصعيد الإفريقي لأنه تأهل للمرة الثانية على التوالي إلى المونديال، مع عدم تلقيه أية هزيمة في التصفيات. وهذا المنافس يضم - حسب سعدان - لاعبين من الطراز الرفيع لكنها لا تخفينا، لأن كل منتخب يعرف جيدا خبايا منافسه، والاحتفاظ بالتركيز والتوازن يبقى أبرز مفتاح لكسب الرهان في هذا التحدي الجديد للنخبة الوطنية. نهاية الدورة لصايفي يبقى المهاجم رفيق صايفي بعيدا عن التعداد وخارج دائرة الاستغلال إلى غاية نهاية دورة أنغولا، لأن هذا اللاعب تعرض لإصابة، و لم يتمكّن من المشاركة مع زملائه في التدريبات، حيث اكتفى بالركض الخفيف وعلى انفراد في الحصة التدريبية لسهرة أول أمس. والطاقم الفني - حسب سعدان - لا يمكنه أن يغامر بهذا المهاجم، لأن حالته الصحية تتطلب خضوعه لعلاج مكثف وبالتالي فحالته تشبه كثيرا حالة بزاز الذي سبقه في إنهاء البطولة قبل الأوان. عنتر يحيى لن يكون أساسيا وبالنسبة لأحسن لاعب عربي عنتر يحيى، فقد أكد سعدان صعوبة إدراجه كأساسي وهو العائد من إصابة بعد طول غياب لكنه في المقابل أكد تواجده ضمن قائمة ال18 لاعبا لمباراة اليوم وقد يقحمه كاحتياطي حتى يستفيد ''الخضر'' من خبرته التي أثنى عليها كثيرا. توقيت المباراة جيد لكن الرطوبة مقلقة في كابيندا اعتبر سعدان إجراء المواجهة على الثامنة والنصف بالتوقيت الجزائري أمر جيد جدا لكن منتخبنا حسبه اصطدم بارتفاع درجة الرطوبة في كابيندا أكثر مما كان عليه الحال في لواندا، حيث تقترب من 90 بالمئة ومع ذلك فقد أكد بأن لا خيار له ولا للاعبيه سوى التأقلم مع هذه الأجواء وأن مواجهة اليوم كل شيء سيفصل فيها في كابيندا. أرضية الميدان كارثة لم يتردد سعدان في التأكيد أن عامل ارتفاع الرطوبة هو فقط وجه الاختلاف بين لواندا وكابيندا بل حتى أرضية ميدان ملعب شيمانديلا تعد سيئة جدا. وحسبه دائما، فحتى المنتخب الإيفواري اشتكى منها لكن المباراة حسبه مباراة قلب ورجال. لا تحدثونني عن زياية بدا غضب واستياء سعدان واضحا جدا عند سؤاله عن عدم استعانته بالمهاجم مليك زياية، حيث اعتبر هذا الأمر تدخلا في صلاحياته وطلب عدم فتح مثل هذه المواضيع التي تعبر عن عدم الثقة في الطاقم الفني، الذي هو أدرى بكل ما يخص التعداد.