اشترت حصرية بث كأس إفريقيا لكرة اليد بطرق ملتوية وأخيرا اتضحت معالم الصفقة التي عقدتها قناة "نسمة تي في" مع أطراف مصرية نافذة كانت "الشروق" تناولتها مؤخرا على صفحاتها، حيث أثارت ضجة بين مؤيد ومعارض ومشكك، ولكن الآن وبعد الإعلان عن حصول القناة على الحقوق الحصرية لبث مقابلات الكأس الإفريقية لكرة اليد والتي تنظم بالقاهرة ابتداء من 10 فيفري، انكشف المستور واتضحت الأمور.. * نبيل قروي الرجل الذي أطل على الجزائريين وهو يهاجم الخليجيين وقنوات الجزيرة لأنها تستعمل أموالها لتكرس مبدأ الاحتكار وتحرم المغاربة من حق متابعة مقابلات فرقهم الوطنية أطل علينا أمس، عبر قناته وبرنامجه "ناس نسمة" ليستفز التلفزيون الجزائري وبجرأة بلغت حد الوقاحة، وهو يقول بأنه يمتلك حصرية حقوق البث الأرضية والفضائية لمقابلات كأس إفريقيا لكرة اليد، وأكثر من ذلك يتصل بأشقائه المصريين على المباشر ليتحدث إلى نائب رئيس اتحادية كرة اليد المصرية ويؤكد للمشاهدين حصول قناة "نسمة"على الحصرية، ليصعد الأستاذ نبيل قروي من لهجته التي لم تخل من نبرات التهديد والوعيد وهو يحاضر في قوانين البث. * إن ما حدث مع قناة "نسمة" لا يمكن أن يكون مجرد ضربة حظ مكنتها من الحصول على حقوق البث الحصري من الطرف المصري، فقد تم الأمر بسرعة فائقة وفي سرية تامة، فكانت المسرحية التي أعدت فصولها منذ ما يقارب الثلاثة شهور، في واحدة من أحقر العمليات التجارية حيث كانت الجزائر فيها سلعة تباع وتقايض على يد سماسرة قناة "الأخوين قروي" اللذين نجحا في إقناع الجزائريين بأن قناتهما ستحقق حلم المغرب العربي الكبير باللعب على وتر مساندة المنتخب الوطني ضد مصر وتم بث حصص في هذا الاتجاه، أي مساندة الجزائر خلال الأزمة مع مصر، ثبت في النهاية أنها كانت مجرد مناورة وضحك على أذقان الجزائريين، حيث قام بعدها الأخوان قروي ببيع الجمل بما حمل للطرف المصري، إذ حصلت قناة نسمة تي في على تمويل خاص من "جازي" لبرامجها قبل آن تتلقى هدية خاصة من الرقم واحد في "أوراسكوم تيليكوم "نجيب ساوريس الذي أعطى أوامره إلى فرع الجزائر"جازي" لإنتاج ومضة إشهارية وضرورة تنفيدها مع وكالة الأخوين قروي بميزانية خرافية بلغت مليون أورو، فكانت الومضة التي شارك فيها كل من بيونة، الشاب بلال، جمال علام، فلة عبابسة والزهوانية الذين تقاضوا مجتمعين أقل من خمسين ألف أورو في تكلفة إجمالية لومضة من مستوى عادي جدا لا تتعدى ال 150 ألف أورو في سوق الإنتاج، وهي السياسة التي يبدع فيها الأخوان قروي والتي كانت وراء ثرائهما السريع، ولم يكن ليتمكنا من إطلاق قناتهما في المرة الأولى لولا الأموال التي تحصلا عليها بنفس الطريقة من سوق الإشهار في الجزائر أيام كانت وكالة "قروي آند قروي" تسير ميزانيات الإشهار للعديد من المؤسسات الكبرى. * وتتحدث مصادر مطلعة عن ما لا يقل عن 50 مليون دولار، قامت هذه الوكالة بتحويلها إلى حسابات خاصة خارج الجزائر وبطرق غير قانونية .. هذا، ومن المنتظر أن تقوم السلطات المختصة في الجزائر بإعادة فتح ملف الأخوين قروي بشكل رسمي، خاصة وأن مؤسسة كبرى كانت من ضحايا هذه الوكالة، أعربت عن نيتها تزويد السلطات الجزائرية بملفات كاملة تثبت التلاعب الذي قام به الأخوان قروي تجاه القوانين الجزائرية. * وجدير بالذكر أن "الأخوين قروي" أطلقا قناتهما "نسمة تي في" بأموال الجزائريين عندما كانا يشتغلان مع بعض الشركات والمؤسسات الكبرى مثل "نجمة"، وهي ملفات ستطالعون تفاصيلها في الأيام القادمة.