وجّه كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالإتصال عز الدين ميهوبي، الثلاثاء الماضي، مراسلة رسمية إلى فرع قناة ''نسمة تي.في'' بالجزائر، من أجل مغادرة التراب الجزائري في أجل لا يتجاوز 15 يوما، قبل اتخاذ الإجراءات القانونية الملائمة لحجز ومصادرة كل الأجهزة التي وضعتها تحت تصرف الإدارة المركزية للقناة الموجودة في تونس. وجاء هذا القرار عقب التجاوزات التي قامت بها القناة داخل الجزائر، أهمها نشاطها في إطار غير قانوني أي بدون ترخيص من السلطات المؤهلة قانونا، والذي ترتبت عليه عدة متابعات قضائية ضد مديرها نبيل قروي، بلغت في الإجمال 12 قضية مطروحة أمام القضاء الجزائري، أهمها قضية في حقوق المؤلف والحقوق المجاورة رفعها ضدها الديوان الوطني لحقوق المؤلف في الجزائر بسبب استغلال القناة لعدد من الأغاني الجزائرية دون أخذ الموافقة من أصحابها، واستغلال القناة لأرقام خاصة بمؤسسة اتصالات الجزائر لاستعمالها في مختلف مسابقات القناة.ولم تتوقف تجاوزات ''نسمة'' عند هذا الحد، بل تعدته إلى حد التحايل على الدولة الجزائرية ومحاولاتها لابتزاز ''جازي'' خلال الأزمة التي جمعت مصر والجزائر إثر الأزمة الكروية التي جمعت البلدين، والتي انتهت بتوقيع ''جازي'' لعقد رعاية مالي مع القناة نهاية الشهر الماضي، والذي يصب في إطار تعزيز التعاون الإعلامي بين ''جازي'' المصرية وهذه القناة تنفيذا للتحالف الإستراتيجي القائم بين رجل الأعمال المصري نجيب ساوريس ورجل الأعمال الإيطالي سيلفيو برلسكوني الذي يشغل في نفس الوقت منصب رئيس الوزراء الإيطالي.وجاءت الخطة التي دبرها الجانب المصري بالتواطؤ مع قناة ''نسمة تي.في'' لتضع حروف النهاية لتواجد ''نسمة'' في الجزائر، حيث تثبت مراسلة احتجاجية وجّهتها إدارة التلفزيون الجزائري إلى الكنفدرالية الإفريقية لكرة اليد أن هذا الأخير منع بطرق احتيالية من الحصول على حقوق بث مقابلات البطولة الإفريقية، التي أعلم بعدها بأن الفيدرالية المصرية استرجعت حقوق البث، ليتفاجأ بحصول قناة ''نسمة تي. في'' على حقوق البث الفضائي والأرضي، في محاولة لإبعاد التلفزيون الجزائري.وبالرغم من هذه المستجدات، فقد أمضت إدارة القناة عقد شراكة وإشهار مع فريق مولودية الجزائر، الذي ينشط في البطولة الوطنية، ويحمل شعار القناة، وكان ''قروي'' قد أكد أن هذا الإجراء لن يشكل أي مشكل مع التلفزيون الجزائري.بالمقابل، كان عمر غريب رئيس فرع كرة القدم لمولودية الجزائر قد رفض تجميد عقد الشراكة مع قناة ''نسمة تي. في'' الذي ينتهي بعد ثلاث سنوات من الآن، مستغربا تدخل مسؤولي الإتحادية الجزائرية لكرة القدم الذين طلبوا منه توضيحات بشأن هذا العقد، كون الإتحادية تملك حقوق نقل المباريات.ما تجدر الإشارة إليه في الأخير هو أن القناة كانت ولا زالت عرضة للعديد من الإنتقادات بسبب توجهها الإعلامي، والذي أكدته اعترافات مديرها العام نبيل قروي قبل شهرين من الآن خلال ندوة صحفية في تونس بخصوص وجود تجاوزات في بعض برامج القناة، ومنها التحقيق الصحفي الذي وقع بثه في برنامج ''ناس نسمة'' وتناول موضوع العلاقات الحميمة قبل الزواج، مشيرا إلى أنه قام بطرد الصحفيين اللذين أعدا التقرير، وهو دليل آخر على فشل ذات القناة والذي زادت حدته بعد انضمام الشريكين الجديدين طارق بن عمار وشركة ''ميديا سات'' إلى مجلس إدارتها. لهذه الأسباب رفضت السلطات منح الإعتماد لقناة ''نسمة'' لتنشط في الجزائر علمت ''النهار'' من مصادر متطابقة، برفض السلطات الجزائرية منح شركة ''قروي'' الترخيص لافتتاحها مكتبا لقناة ''نسمة TV'' في الجزائر، ويأتي هذا الرفض أسابيع قليلة من بعد التصريحات التي أدلى بها طارق بن عمار مستشار مجموعة شركات ''VIVENDI'' لمالكها رئيس وزراء إيطاليا الحالي ''سيلفيو برليسكوني''، الذي يملك ما يقارب ال50 ٪ من أسهم محطة نسمة TV، والتي أعلن من خلالها عن حصول القناة التونسية الخاصة على اعتماد سيخول لها حق افتتاح مكتب في الجزائر. وفيما اعتبرت السلطات الجزائرية التي رفضت منح الإعتماد لقناة ''نسمة'' تصريحات طارق بن عمار ب''المستفزة'' وغير القائمة على أساس تمادي هذا الأخير في التطاول على الجزائر على هامش ملتقى ال ''COPIAM''، الذي أقيم مؤخرا بالعاصمة الفرنسية باريس، والذي نصب من خلاله طارق بن عمار نفسه مسؤولا، حيث صرح عن قرب بعث مكتب لقناة ''نسمة'' في الجزائر، فاتحا النار على هذه الأخيرة التي ما تزال بحسب قوله ترفض خصخصة الإعلام المرئي وأعطى مثالا على تونس التي اعتبرها رائدة في المغرب العربي بعد بعثها لأكثر من قناة تلفزية خاصة. وبحسب ذات المصادر، فإن سبب رفض السلطات الجزائرية منح الإخوة ''قروي'' الإعتماد المطلوب يرجع لأكثر من سبب، منها سوابق تورط فيها مالكي القناة على رأسها بعض المشاكل القضائية مع الجزائر التي لم تسو بعد، عدا المشاكل التي يتخبط فيها نبيل قروي مع ديوان حقوق التأليف ''ONDA'' ومشكل شركة ''ريجي سات'' مع ولاية الجزائر فيما يخص صفقة الملصقات الإشهارية، وصولا إلى أن نبيل قروي وشقيقه غازي من الأشخاص غير المرغوب فيهم في الجزائر، خاصة بعد واقعة وقوف ''نسمة TV'' بين التلفزيون الجزائري وحقوق بث مباريات كأس إفريقيا لكرة اليد التي تحصلت عليها قناة ''نسمة'' بطرق ملتوية وقف وراءها نجيب ساوريس رئيس مجلس إدارة ''أوراسكوم تيليكوم'' لدرجة أن ''نسمة TV'' رفضت التنازل عن أي مباراة لصالح التلفزيون الجزائري، في محاولة لضمان الإشهار وهو كل ما يهم القناة التي ستواجه وبلا شك الجزائريين الذين مازالوا يعملون معها مشاكل، خاصة في ظل نشاط القناة في الجزائر بدون اعتماد أو ترخيص، وهو ما يعد مخالفا لقانون وزارة الإعلام والجهات الأمنية. ''النهار'' تكشف تفاصيل صفقة دخول ''أوراسكوم'' لسوق الهاتف بإيطاليا مقابل عودة ''جيزي'' لقروي دخلت شركة ''قروي أند قروي'' للأخوين نبيل وغازي السوق الجزائرية، من خلال صفقات الإشهار التي وقعها القروي مع متعامل الهاتف النقال ''جيزي'' ثم ''نجمة''، بحيث بنى مجمع ''قروي'' إمبراطوريتهما المالية الكبيرة من فضل خيرات السوق الجزائرية، التي وصلت حد إطلاق قناة تلفزيونية وتفرع وكالة إشهارية تدعى ''ريجي 7'' تعنى بالملصقات الدعائية التي يتواجد مقرها بحيدرة، والتي تفرعت من شركة ''قروي''. بدأت شركة ''قروي'' الإستثمار في مجال الإشهار في تونس قبل أن تنتقل إلى الجزائر الإمسك بزمام الجانب الإشهاري لشركة ''أوراسكوم تيليكوم'' لعدة سنوات، غير أنه وبسبب مشاكل مالية منها تضخم فواتير وتجاوزات مالية أوقفت شركة ''جيزي'' كل تعاملاتها مع شركة قروي التي سرعان ما توجهت للعمل مع شركة نجمة، إثر بداية استقرارها في الجزائر، وأوكل للقروي آنذاك نفس المهمة لتحصل الشركة التونسية على أسواق مالية كبيرة نتيجة الثقة التي وضعتها فيها شركة ''نجمة''، غير أن الإدارة الجديدة آنذاك بقيادة جوزيف جاد سجلت وجود تحايل وصفقات مشبوهة فأوقف التعامل مع شركة ''القروي'' ليبدأ بعدها الحديث عن بعث تلفزيون مغاربي اسمه ''نسمة TV''.بعد مرور سنة على إطلاق مشروع ''نسمة تي في''، أثبتت هذه القناة فشلها ودخل الأخوان قروي في مشاكل مالية هددت بتوقف إرسال القناة مباشرة بعد انتهاء برنامج ''ستار أكاديمي مغرب'' وعاشت المحطة على حافة الإفلاس ما يربو عن السنتين إلى أن اضطر الأخوان نبيل وغازي قروي إلى بيع ما يقارب ال50 ٪ من أسهم القناة إلى شركة ''ميديا سات'' وهي شركة أوروبية يملكها رئيس الوزراء الإيطالي الحالي سيلفيو برليسكوني''، وكان وسيطا في صفقة دخول كوني إلى بلاط نسمة، رجل الأعمال التونسي ذا الأصول اليهودية طارق بن عمار بصفته مستشارا في مجموعة شركات ''VIVENDI'' التي يديرها أيضا ''سيلفيو برليسكوني'' الذي يمتلك حصصا في كبريات الشركات الإعلامية.أما عودة ''جيزي'' المفاجئة إلى التعامل مع الأخوين قروي ومع قناة ''نسمة TV'' فكان بمقابل أيضا، بحيث أن نجيب ساوريس، رئيس مجلس إدارة ''أوراسكوم تليكوم'' حصل على تعهد من سيلفيو برلسكوني'' بإرساء صفقة شرائه لأسهم شركة الهاتف النقال في إيطاليا مقابل دعم قناة ''نسمة'' والإخوة قروي بالإشهار، والذي نتج عنها ''السبونسبورينغ'' لعديد الحصص التي تبثها ''نسمة TV'' منها إشهار ''جيزي'' الذي صوره مجموعة من الفنانين الجزائريين وكلف ''جيزي'' مليون أورو، بينما مصادر متطابقة أكدت أن الإعلان لم يكلف شركة القروي سوى 120 ألف أورو، وهي صفقات مشبوهة دأبت الشركة على القيام بها من أجل الحصول على المال ولو بطرق غير شرعية.