قالت مصادر قريبة من التحقيق في اعتداء برج الكيفان إن التحريات الأولية كشفت أن التفجير لا يشبه، في طريقته، الأساليب التي اعتاد نشطاء ما يسمى تنظيم "الجماعة السلفية" اعتمادها. ولم تشهد العاصمة أي اعتداءات انتحارية منذ 11 ديسمبر الفارط، باستهداف مقري المجلس الدستوري ببن عكنون، ومفوضية الأممالمتحدة بحيدرة، وكانت آخر عملية انتحارية قد استهدفت مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لأمن دائرة الثنية ببومرداس، ووصفت ب"الفاشلة"، حيث تمكن شرطي من إطلاق النار على السيارة قبل وصولها إلى المقر، ما جنب وقوع مجزرة. * * ولم تتبن اللجنة الإعلامية لتنظيم درودكال عملية برج الكيفان بعد مرور 48 ساعة على غير عادتها، حيث كانت تسارع لنشر بيان مكتوب على مواقع قريبة من "القاعدة" مرفوقة بصورة الانتحاري، أو بث شريط مصور عن وصيته الأخيرة، ما طرح علامات استفهام كثيرة، وقال متتبعون إن ذلك قد يكون مدروسا لإعطاء بعد آخر من الناحية الإعلامية للعملية الفاشلة، وقال هؤلاء إنهم لا يستبعدون أن يتأخر التنظيم في تبني العملية أكبر قدر، وربما ينتظر ما سيسفره التحقيق الأمني، لأن العملية بالمقارنة مع ما سبق، بسيطة للغاية ومتواضعة، عكس ما كان مرتقبا بعد صمت كبير وتهديدات مختلفة وخرجات بن لادن وتزكية الظواهري. * جدير بالذكر أن التنظيم كان قد قدم انتحاريا بديلا للشاب الذي نفذ اعتداء الثنية، وتوصلت التحقيقات الأمنية إلى تحديد هوية الانتحاري الحقيقي، وأن التنظيم الإرهابي لجأ إلى التضليل تفاديا لملاحقة مصالح الأمن لعائلات الانتحاريين. وكان "أبو مصعب عبد الودود" قد نشر بيانا الأربعاء، على منتديات مقربة من تنظيم "القاعدة" في نفس يوم الاعتداء وحمل عنوان "لَبّيْكِ أُخْتَاه" يهدد فيه بالثأر لسيدة مغربية تعرضت للضرب من طرف عميد شرطة مغربي (... ) وتوعد أبو مصعب عبد الودود، الأجهزة الأمنية المغربية قائلا "إننا سنبذل الغالي والنفيس للدفاع عن أعراض أخواتنا المنتهكة... وأننا سنثأر عاجلا".