دار الأوبيرا الضخمة/ تصوير: علاء بويموت "مثل هذه المنشآت تساهم في تحسين مرتبة الجزائر لدى المنظمات الثقافية الدولية" في لقاء خاص جمع "الشروق" بوزيرة الثقافة بمكتبها، ومثلما ذكرنا في عدد يوم أمس، ذكرت خليدة تومي أن الجزائر العاصمة ستزدان بتحفة معمارية جديدة وفريدة من نوعها هي دار أوبيرا ضخمة ستبنى وفق المقايسس العالمية بتكلفة إنجاز تقدر ب 300 مليار سنتيم، تتكفل بها الحكومة الصينية تكفلا تاما، بدءا بالدراسة إلى غاية الإنجاز النهائي. وفي هذا الصدد ذكرت الوزيرة أن هذه الهدية الثمينة جاءت بعد الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في نوفمبر 2006 إلى الصين الشعبية، وكللت بتوقيع عديد الاتفاقيات الاقتصادية والثقافية، من بينها تقديم هدية معمارية فاخرة للشعب الجزائري، فكان الطرح الجزائري إقامة تحفة ثقافية بالمقاييس العالمية، ومن ذلك الوقت انطلقت المشاورات حول إنجاز دار أوبيرا ضخمة تتماشى والنسق المعماري الجزائري، وبعد مضي قرابة أربع سنوات، توصل الطرفان إلى إعداد دراسة شاملة ومجسم كامل لهذه التحفة بالتنسيق المتواصل بين وزارتي الثقافة والخارجية لكلا الدولتين. وبدا المجسم الذي أطلعتنا عليه وزيرة الثقافة أشبه بقاعة ضخمة فيها لمسة فنية تعكس المعمار المغاربي، وعلى جانبية حدائق ومواقف للسيارات، وذكرت أنها ستكون مجهزة بأحدث التقنيات التي تؤهلها لاحتضان تظاهرات كبيرة تليق بمقام الجزائر الثقافي والتاريخي. وأكدت خليدة أن الوزارة تعكف حاليا على اختيار الأرضية المناسبة التي ستحتضن هذه المنشأة بالتنسيق مع الجهات المعنية، وأشارت إلى أن توقيع اتفاقية الإنجاز النهائية سيكون في غضون الأسابيع القادمة في حفل رسمي. من جهة أخرى أكدت أنها ستسعى للمطالبة بميزانية لنسخ هذه التحفة في بعض ولايات الوطن، خاصة الكبرى منها والتي تفتقد لدور عرض كبيرة. مؤكدة على أن مثل هذه الإنجازات تمنح الجزائر ترتيبا جيدا لدى المنظمات الثقافية العالمية، ما يؤهلها لاحتضان تظاهرات عالمية على غرار الدول المتقدمة. للإشارة فإن العلاقات الجزائرية الصينية عرفت في السنوات الماضية انتعاشا كبيرا، ترجمته جملة المشاريع الكبيرة التي نفذتها شركات صينية بالجزائر، تأتي في مقدمتها مشاريع السكن والطرقات وبعض النشاطات التجارية، ما أدى إلى توافد أعداد كبيرة من العمالة الصينية باتجاه الجزائر، كما عرفت العلاقات الثقافية سلسلة من التبادلات التي ترجمت في تنقل الفرق الفنية.