وصف رئيس التجمع من أجل الثقافة والديموقراية، محسن بلعباس، رئاسيات 17 أفريل الجاري، أنها "فخ وهو في نفس الوقت إهانة للجزائريين"، وقال إن معارضة الأرسيدي لترشح الرئيس لولاية رابعة ليس هدفا في حد ذاته، و"إنما دعوتنا الجزائريين إلى رفض هذا المسار الانتخابي بكامله". وذكر محسن بلعباس، لجريدة "الشرق الأوسط السعودية"، أن انتخابات الرئاسة "فخ في نظرنا"، وقدم المتحدث ما يعتبره دلائل على ذلك، وأكد قائلا "الإدارة أعدت العدة لملء صناديق الاقتراع بأوراق التصويت لصالح مرشح النظام بوتفليقة، تحسبا لتزوير شامل، وأعطيت أوامر للقضاء لكي يرفض كل الطعون المقدمة له، بحجة أن أساسها باطل، ووزارة الداخلية مستعدة لإعلان النتائج التي ستعطى لها والمعدة سلفا لفائدة مرشح النظام، والمجلس الدستوري سيثبت النتائج ويغض الطرف عن كل التجاوزات القانونية التي عرفتها وستعرفها العملية الانتخابية"، وتابع خليفة سعدي "والأدهى من ذلك أن الذين يشتكون من التجاوزات والذين سيرفعون الطعون إلى القضاء، متواطئون في هذا الفخ، لأنهم يدركون مآل هذه الانتخابات"، في إشارة إلى المرشحين الخمسة الذين اتهموا الإدارة ب"الانحياز" لصالح بوتفليقة. وأوضح بلعباس، أن الاستحقاق السياسي "يعد إهانة للجزائريين، لأن الرئيس الذي يريد خلافة نفسه صرح بأن كل الانتخابات التي نظمت منذ 1962 كانت مزورة. أليس هذا اعترافا صريحا بأن النظام الذي جاء ببوتفليقة إلى الحكم مسؤول عن تزوير كل الانتخابات التي عرفتها البلاد؟ وهذا يعني أيضا أن الانتخابات التي شارك فيها بوتفليقة، في ظل نفس النظام، كانت مزورة أيضا". وعن ترديد الموالين لبوتفليقة، من أنه ضامن الاستقرار، تساءل بلعباس "أين هو الاستقرار الذي يتبجحون به!؟ إننا نشهد يوميا احتجاجات ومظاهرات ومواجهات مع قوات الأمن، في مناطق كثيرة. آلاف الجزائريين متذمرون من البطالة وانعدام ضرورات المعيشة مثل السكن والماء الصالح للشرب والغاز والطرق المعبدة. أين هو الاستقرار بينما فضائح الفساد تزلزل يوميا العصابة الحاكمة، ولا يتحرك القضاء للتحقيق فيها؟ أين هو الاستقرار، بينما يحضر هذا النظام قنبلة موقوتة للأجيال المقبلة، بفشله في الحد من التبعية المفرطة للمحروقات؟". ويرى رئيس الأرسيدي، أن مقاطعة الانتخابات "ليس هدفا في حد ذاته، ومعارضتنا لترشح الرئيس لولاية رابعة ليس هدفا في حد ذاته، وإنما دعوتنا الجزائريين إلى رفض هذا المسار الانتخابي بكامله، يهدف إلى عزل النظام، وننزع منه كل حجة تخص شرعية الانتخاب. وبذلك ستكون الولاية الرابعة ضعيفة، ولن يتمكن بوتفليقة من الحصول على الشرعية الشعبية التي يبحث عنها"، وأضاف "كلما كانت المقاطعة كبيرة كلما توفرت شروط نجاح تغيير سلمي وهادئ".