ألقى كلاسيكو الريال البارصا بظلاله على كلاسيكو بن فليس بوتفليقة في ملعب الساحة الفايسبوكية وهي المنافسة الثانية التي جمعت الغريمين بعد نحو غياب دام عشر سنوات، حيث فاجأ اللاعب بوتفليقة منافسيه بكرسي متحرك مصمما على الفوز، فيما حاول غريمه بن فليس الدفاع عن مرماه وسط صراعات تبادل فيها مناصرو الطرفين شتى أنواع التهم البعيدة عن الروح الرياضية.. فلمن ستبتسم السيدة الكأس؟ عبارات كثيرة شبه فيها رواد مواقع التواصل الاجتماعي كلاسيكو الريال البارصا بكلاسيكو بن فليس بوتفليقة، الكلاسيكو الرئاسي في بلادنا يعود للمرة الثانية بعد عام 2004، مرت عشر سنوات لكن المواجهة تجددت بأكثر حدة أقحم فيها مناصري الطرفين شتى أنواع التهم دارت رحاها بين وسال إعلام خاصة وصفحات فايسبوكية نشرت فيها غسيل كل طرف ولم يسلم منها حتى الموالون لشخص بن فليس أو شخص بوتفليقة، من الوزن الثقيل.. وهي الحرب التي استعملت فيها كل أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة قانونا وشرعا.
بوتفليقة الملك يهنئ النادي الملكي "الريال" في نظرة صباحية في الساعات الأولى من صباح أمس على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، سيطرت فيها نتيجة كأس ملك إسبانيا ودارت رحى الحرب بين مناصري البارصا ومناصري الريال ممن احتفلوا بفوز منتخبهم بنشر رايات الريال باللون الأبيض وصورة رونالدو و"بيل" الذي أهدى مناصريه هدف الفوز، علق أحد مناصري الريال على صفحة "راديو طروطوار" على موقع التواصل الاجتماعي قائلا: بيل أخذ الكرة من ليبيا وتوقف في الجزائر وراوغ في المغرب وسدد في إسبانيا.. هل سيفعلها بوتفليقة ويراوغ منافسيه الخمسة.." وعلق آخر وهو يتهكم ساخرا إن الرئيس بوتفليقة بارك رسميا فوز الريال ضد البارصا.. فالملوك يهنئون أنفسهم". وقارن رواد مواقع التواصل الاجتماعي فوز الريال بتوقع فوز المرشح بوتفليقة وبأن يكون الريال فأل خير على الرئيس المترشح.
بن فليس السبب المباشر في انهزام "البارصا".. في لغة تهكمية بادر رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى التعليق على انهزام "البارصا" متوقعين أن تلحق هزيمة البارصا بهزيمة علي بن فليس، مما جعل أحد المعلقين يكتب على صفحته قائلا: "بعد انهزام "البارصا" هل يقتنع بن فليس بالهزيمة.." وعلق آخرون أنه على المترشح "علي بن فليس" أن يسارع إلى طلب تضامن أنصار "البارصا" باعتبارهم الأكثر في الجزائر لأجل أن يستفيد من أصواتهم، التي لم يعبروا عنها بعد أن سرق "بيل" هدف التتويج بالسيدة الكأس. لكن العبارات الأكثر تداولا في مواقع التواصل الاجتماعي هي تلك العبارات التي رد عليها أنصار بن فليس على خصومهم ممن ألحقوا بممثلهم وابلا من قضايا الفساد من أهمها العبارة الأكثر تداولا لنهار أمس في صفحات الفايسبوك والمتمثلة في "بن فليس مسؤول على هزيمة" البارصا". ولعل من العبارات المتداولة أيضا العبارة التي تقول: في حال فوز الريال هل ستعترفون بالهزيمة.
بوتفليقة يراوغ خصومه ويسجل بكرسي متحرك يبدو أن المفاجأة التي تحدث عنها أنصار الرئيس "بوتفليقة" كانت مدوية جدا فلا أحد كان يتوقع ظهور الرئيس وهو ينتخب بكرسي متحرك، مما جعل المتابعين يعلقون بالقول: "بوتفليقة مصمم على التسجيل ولو بكرسي متحرك"؟ حيث مباشرة بعد بث القناة الأرضية "فيديو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة" وهو ينتخب بكرسي متحرك خطف الفيديو على موقع "اليوتوب" نسبة مشاهدة قياسية بالرغم من أن الساعات الأولى بعد العاشرة صباحا تراجعت حركة تدفق الأنترنت بشكل كبير، وأصبح من الصعب جدا الولوج إلى موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، ليصبح موقع "اليوتوب" والقنوات الخاصة أهم وسيلة لاستقطاب آخر الأخبار، سيما فيديو انتخاب الرئيس بوتفليقة على كرسي متحرك، مما جعل بعض المعلقين يقولون: بعد المفاجأة السارة التي وعد بها أنصار المترشح بوتفليقة يراوغ ويسجل بكرسي متحرك.."
حظر التجوال في صفحات الفايسبوك يبدو أن الحكومة نفذت وعود عمارة بن يونس الذي صرح خلال الحملة الانتخابية لممثله المترشح بوتفليقة أنه سيتم حظر موقع التواصل الاجتماعي يوم الانتخاب حفاظا على استقرار الوطن، نفذ على أرض الواقع، حيث تعذر على نحو 05 ملايين فايسوبكي ولوج عالم "الفايسبوك". غير أن عددا كبيرا من الجزائريين استطاعوا تمرير تغريداتهم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ولعل النصيب الأكبر كان لصالح ظهور الرئيس بوتفليقة أمام شعبه منتخبا ولو بكرسي متحرك، في إشارة إلى دعوة الشعب الجزائري إلى الانتخاب، فيما فهمها آخرون بأنها رسالة لاستعطاف المنتخبين وسط مخاوف من تراجع نسبة المشاركة. وإلى غاية منتصف النهار ظلت مواقع التواصل الاجتماعي غير متاحة للفايسبوكيين أو لنقل بالتقطير أو لمن استطاع إليه سبيلا.
05 ملايين فايسبوكي.. معتكفون لا مصوتون حسب أرقام رسمية يتواجد على الساحة الفايسبوكية نحو 05 ملايين مسجل على هذا الموقع أغلبهم بأسماء وهمية لكن خلف الأسماء الوهمية أكيد يختفي أشخاص طبيعيون، اختلفت تعليقاتهم ومشاركاتهم لكن الحدث تقاسمه الفايسبوكيون بين الرئاسيات وبين تتويج الريال بكأس ملك إسبانيا، حدثان أحدهما في الجزائر والآخر في إسبانيا، لكن انعكاساتهما طبعت صفحات الفايسبوكيين ل 24 ساعة الماضية، كان فيها النصيب الأكبر للمرشحين علي بن فليس وبوتفليقة حيث تم تشبيه المنافسة بين الغريمين علي بن فليس بوتفليقة بالكلاسيكو الرئاسي. وشكل كرسي بوتفليقة جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن الحدث الرئاسي تزامن والكلاسيكو الإسباني خطف منه الأنظار، ولعل أبرزها لقطة "بيل" مسجل هدف تتويج وجعل من فايسبوكي الجزائر معتكفين في صفحاتهم لا منتخبين في صناديق الاقتراع. لكن وإن اختلفت تعليقات ومشاركات وصور الفايسبوكيين في مجملها اتفقت على ضمان أن يبقى هذا الوطن سالما فمهما اختلف مترشحنا إلا أن ذلك لا يفسد للود قضية.