غادر أمين عام قصر الإيليزي، كلود غيون، الجزائر من دون أن يحظى باستقبال، الرئيس بوتفليقة، وهو المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في محاولة من باريس لاحتواء تداعيات التصريحات غير المحسوبة، التي صدرت أخيرا عن وزير الخارجية برنار كوشنير. الوفد الفرنسي المتكون من مدير الحملة الانتخابية لساركوزي في رئاسيات 2007، كلود غيون، وجان دافيد لوفيت المستشار الدبلوماسي للرئيس نيكولا ساركوزي، والمستشار التقني بالخلية الدبلوماسية بالرئاسة الفرنسية المكلف بإفريقيا الشمالية والشرق الأوسط، نيكولا غالي، عاد إلى بلاده على متن الطائرة الخاصة التي استقلها، من دون أن يحقق هدف هذه الزيارة، لتبقى العلاقات بين الجزائر وباريس تتجه من سيء إلى أسوإ. ولم يحظ الوفد الفرنسي سوى باستقبال الوزير الأول أحمد أويحيى، في لقاء لم يتسرّب عنه الكثير، الأمر الذي أعطى الانطباع وكأن الزيارة غلب عليها طابع المجاملة، سيما إذا علمنا أن العلاقات بين الجزائر وباريس، تبقى من صلاحيات رئاسة الجمهورية، مثلما أكدته هذه المؤسسة بعد التصريحات التي أدلى بها وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس بعد انتخاب ساركوزي خليفة لشيراك في 2007 . وأكدت جريدة "العرب" الصادرة بلندن، نقلا عن مصادر دبلوماسية في باريس، أن الرئيس بوتفليقة رفض استقبال الوفد الفرنسي، بالرغم من الرغبة التي أبداها مبعوثا ساركوزي في مقابلة القاضي الأول، الأمر الذي كان وراء العودة السريعة لغيون ورفاقه إلى بلادهم في ذات اليوم الذي حلوا فيه بالجزائر، على متن الطائرة الخاصة التي أقلتهم. ولم تحظ زيارة مبعوثي ساركوزي للجزائر بالتغطية الاعلامية المعهودة، بحيث مرت وكأن شيئا لم يكن، ما يبين أن كل طرف صار ملتزما بالتكتم على الوضعية السيئة التي آلت إليها العلاقات الجزائرية الفرنسية، في ظل الغضب الذي يسيطر على الموقف الرسمي في الجزائر من التصريحات المتكررة لمسؤولين سامين في حكومة فرانسوا فييون، لم يلتزموا فيها بواجب التحفظ وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر. ويعتبر كلود غييون من رجال ثقة ساركوزي الأوفياء، بدليل تعيينة مديرا لحملته الانتخابية في رئاسيات 2007، التي حملته إلى الرئاسة، قبل أن يعينه مجددا أمينا عاما لقصر الإيليزي، وهو سر اختياره لإعادة بعث العلاقات مع الجزائر، بعد أن صار لا يثق في وزير خارجيته الذي جلب له الكثير من المتاعب مع دولة تربطها ببلاده علاقة انفعالية ومتميزة.