يتوقع أن يقوم الكاتب العام لقصر الإليزيه الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان بزيارة إلى الجزائر في العشرين من شهر جوان الجاري ، في محاولة لبعث العلاقات بين البلدين التي يراها ساركوزي أنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لتعود إلى سابق عهدها .ونقل موقع '' كل شيء عن الجزائر'' عم مصدر دبلوماسي فرنسي تأكيده أن غيان سيزور الجزائر في ال 20 جوان الجاري، دون تقديم أية تفاصيل حول برنامجها، إلا أن الموقع ذاته أشار إلى أن الأمين العام للاليزيه سيلتقي بالوزير الأول أحمد أويحيى. ، إضافة إلى إمكانية حظوته باستقبال من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي رفض استقباله خلال الزيارة التي قام بها المسؤول الفرنسي إلى الجزائر شهر فيفري الماضي . وأضاف المصدر نفسه أن الرئاسة الجزائرية لم ترد إلى اليوم على الطلب الفرنسي المتعلق باستقبال بوتفليقة لامين عام الاليزيه . وإن تحققت هذه الزيارة فإنها تؤكد ما تم تداوله مع مطلع شهر افريل الماضي ، حينما أشارت أوساط جزائرية إلى أن إدارة النقل بالاليزيه قد طلبت تنظيم رحلة جديدة لسكريتيرها العام نحو الجزائر بعد تلك التي قام بها شهر فيفري الماضي، وقد ذكر وقتها دبلوماسي فرنسي أن باريس تريد أن تبقى على اتصال دائم مع الجزائر مضيفا انه بالنظر إلى تعقد الأمور بين البلدين مؤخرا ، فان وزير الخارجية برنارد كوشنير لن يستطيع القيام بزيارة الجزائر ، لذلك سيتولى غيان هذه المهمة . ويبدو أن محاولة الرئاسة الفرنسية في إرسال أحد مسؤوليها إلى الجزائر قد جاءت عقب استجابة الرئيس بوتفليقة لرجاء نيكولا ساركوزي حينما حضر الأسبوع الفارط في قمة إفريقيا فرنسا الخامسة والعشرين التي جرت بمدينة نيس الواقعة جنوب البلاد وقد أقر ساركوزي خلال ندوته الصحفية بالحالة التي تمر بها العلاقات بين البلديين، حيث أبدى الرئيس الفرنسي تشاؤمه من مستقبله ،من خلال تساؤله '' هل يكفي أن يشارك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في القمة الإفريقية الفرنسية ،وفجأة يصبح كل شيء واضحا في العلاقات بين الجزائروفرنسا''، مضيفا بالقول '' أخشى انه ليس لدي بالضبط التفاؤل ذاته ، لان الأمر سيحتاج إلى مزيد من الوقت ''، و '' إن المشاكل القائمة بين الجزائروفرنسا ليست مشاكل موجودة بين رئيسين ، إنها ليست شخصية '' مضيفا '' نحن نستمع جيدا ونعرف بعضنا جيدا. واستقبل غيان خلال زيارته الجزائر في فيفري الماضي من قبل الوزير الأول أحمد أويحيى الذي تباحث معه حول واقع العلاقات الجزائرية الفرنسية التي تعرف حالة من التوتر والجمود، خاصة بعد التصريحات الاستفزازية التي جاءت وقتها على لسان كوشنير ،حينما ادعى أن سبب التوتر بين البلدين مرده جيل الثورة ،وان الأمر سيبقى مستمرا ما لم يغادر هذا الجيل مقاليد الحكم في الجزائر. ولا تزال العلاقات بين البلدين تراوح مكانها بسبب السياسة الفرنسية المتبعة في هذا الشأن ، فإضافة إلى دفع فرنسا فدية للإرهابيين مقابل إفراجهم عن جاسوسها ألبير كاميت ،وكذا الشعارات العنصرية التي تضمنتها الحملة الانتخابية لحزب الجبهة الوطنية المتطرف ، رفض القضاء الفرنسي انتفاء وجه الدعوى في حق الدبلوماسي الجزائري الموقوف بباريس محمد زيان حسني، والذي يعيش تحت الضغط منذ أكثر من 20 شهرا .