أفادت تقارير إعلامية أن الأمين العام في رئاسة الجمهورية الفرنسية، كلود غيان، سيشرع بزيارة إلى الجزائر، حيث تعد هذه الزيارة الثانية من نوعها بعد تلك التي قام بها رفقة مستشار ساركوزي لمحاولة لملمة فضيحة تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير. وتفيد التقارير ذاتها أن زيارة غيان تهدف لمحاولة احتواء التوتر الحاصل بين الجزائر وباريس بعد الهزات في العلاقات التي تسبب فيها وزير الخارجية الفرنسي بتصريحاته الشاذة، وكذا رفض فرنسا الإعتراف بجرائمها الإستعمارية في الجزائر. وأوضحت التقارير نفسها، أن موعد زيارة الأمين العام في الرئاسة الفرنسية لم تحدد بعد، إلا أن باريس حسب التقارير نفسها أعربت للسلطات الجزائرية عن نيتها لإرسال كلود غيان إلى الجزائر قصد التوصل إلى حل الخلافات العالقة بين البلدين. وللتذكير، قام المسؤول الفرنسي بزيارة قصيرة إلى الجزائر في 21 فيفري الماضي، لوضع حد للتدهور الذي تعرفه العلاقات بين البلدين، إلا أن مصادر جزائرية أكدت حينها أن بوتفليقة رفض استقبال موفد قصر الإيليزيه، في الوقت الذي حظي غيان باستقبال الوزير الأول أحمد أويحيى، والذي أكد له الأمين العام للرئاسة الفرنسية بأن تعمل فرنسا على إعادة العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي. يذكر أن التوتر بين الجزائر وباريس وصل أشده بعد تصريحات وزير الخارجية الفرنسي اللامسؤولة، والذي صرح في إحدى خرجاته الإعلامية أن العلاقات الجزائرية الفرنسية لن تتطور إلا برحيل جيل الاستقلال من الحكم، وهي القطرة التي أفاضت كأس غضب السلطات الجزائرية بعد سلسلة من التصريحات التي أدلى بها المسؤول الأول عن الخارجية الفرنسية ضد الجزائر، والتي جعلت السلطات العليا في البلاد تتحفظ في علاقة الجزائربفرنسا، مع تأجيل عدة زيارات رسمية كانت مبرمجة لمسؤولين جزائريين إلى باريس. ولعل آخر هذه المشاكل بين البلدين، مشكل الدبلوماسي الجزائري محمد حسان زياني الذي لم تسقط عنه العدالة الفرنسية التهم بعد. ومعروف عن غيان حنكته في علاج المشاكل الدبلوماسية بين باريس والدول الإفريقية، وهذا ما سيراهن عليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لمحاولة إيجاد مخرج مشرّف لباريس من ورطتها الدبلوماسية مع الجزائر.