نفى رئيس الحكومة السابق مولود حمروش دعوته الجيش إلى التدخل في الحياة السياسية، أو أن ينوب عن الحكومة والأحزاب في ممارسة الحياة السياسية، مؤكدا بأن كلامه فسر على غير معناه في سياق حديثه عن الدولة الوطنية الحديثة، وبأن الجيش هو عماد وحجر أساس للدولة الجزائرية. نشط مولود حمروش، مساء أمس، بالمسرح الجهوي عز الدين مجبوبي في عنابة، ندوة فكرية حول "الدولة الوطنية وآثار العولمة"، بحضور العديد من الشخصيات الأكاديمية والفكرية، حيث استلم رئيس الحكومة الأسبق في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية من قبل الأكاديمية الأمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا بتكساس وجامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية. قال مولود حمروش إن جملة كبيرة من المشاكل التي تعانيها الدولة الحديثة تعود إلى أسباب داخلية في جزئها الأكبر، ولا تعود إلى العولمة التي قال إنها تتطلب إدارة ناجعة للعلاقات الدولية، معتبرا أن الأوضاع الدولية الجديدة المترتبة على العولمة هي التي أدت إلى خلق عدم الاستقرار وزعزعة استقرار بعض المناطق، على غرار منطقة الشرق الأوسط التي تتنبأ بتغيير الخارطة الجغرافية على مستواها في ظل استمرار الصراعات الدينية والمذهبية والعرقية التي تعصف بها. وأضاف مولود حمروش، في مداخلته الأكاديمية التي لم تخل من إسقاطات واقعية، أن المواطن يتعلق بالدولة الوطنية عندما تحقق له مجموعة من المتطلبات، وعلى رأسها الأمن، مشددا على ضرورة شعور المواطن أينما كان بالأمن من خلال دولة تحمي مصالحه، وتذود عنه. واعتبر رئيس حكومة الإصلاحات بداية التسعينيات، الإرادة وتعلق المواطن بدولته هو السبيل لتحدي العولمة، وهو "عمل جدي وصعب المنال" على حد قوله. كما أن الدولة ينبغي أن تفرض القانون ولا تقمع الحريات وحقوق الإنسان، مع ضرورة حماية الحريات الفردية والجماعية والأقليات. وفي ذات السياق، أكد مولود حمروش أن الدولة الجزائرية تمتلك العديد من الخيارات والوسائل التي تساعدها على مجابهة العولمة، مشددا على ضرورة إعادة الاعتبار للقانون والسلطات المضادة لأنها أقوى سلاح في يد الدولة الوطنية لمنع انحراف السلطة، مع التحكم في الصورة الإعلامية التي تقدم للمواطن من جهات خارجية قد تقولب ما ينبغي أن يقدم للمواطن.