مبادرة الأفافاس تستحق التثمين لأن الغاية تحقيق إجماع لتجاوز الانسداد أكد رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، أنه لم يدع الجيش الوطني الشعبي إطلاقا لدخول المعترك السياسي في اطار المبادرة التي يطرحها "للوصول إلى توافق وطني جديد وتجاوز ما وصفه بحالة الانسداد السياسي التي تمر به البلاد". ورافع حمروش في ندوة فكرية متبوعة بنقاش مستفيض من أجل "بروز دولة حديثة تضمن كل الحقوق والمساواة بين جميع الجزائريين". وشدد حمروش على تبرئه من أي دعوات للجيش لتحقيق التحول الديمقراطي، موضحا "إنما دعوته للمساهمة في توافق وطني جديد تبقى فيه المؤسسة العسكرية بعيدة عن أي انتماء سياسي، لأنها مؤسسة تقوم بحماية البلاد، ولا يمكنها أن تكون إلى جانب السلطة أو المعارضة." حمروش وفي ندوة صحفية نشطها أمس بعنابة عقب المحاضرة التي ألقاها بالمسرح الجهوي عزالدين مجوبي حول الدولة الوطنية وتحديات العولمة، أوضح أنه كان قد تحدث عن دور الجيش في تجسيد مشروع بناء دولة جديدة، كون المؤسسة العسكرية كان لها دور بارز في استعادة الهوية الجزائرية ولا بد من إشراكها في المشروع الوطني من خلال إيجاد حلول توافقية لا عن طريق التدخل في شؤون الأحزاب أو حل البرلمان أو قلب الحكومات، لأن ذلك يسمى فوضى وليس إصلاحا. إلى ذلك حذر حمروش من امتداد الربيع العربي إلى الجزائر، في حال مواصلة النظام الحالي تسيير شؤون البلاد دون التحاور مع القوى الحية في المجتمع، معتبرا الطرح الذي يتحدث عن بقاء الجزائر بمنأى عن خطر الأزمات الداخلية غير منطقي، لأن الربيع العربي يبقى بمثابة الزلزال الذي ضرب المنطقة، والذي قد يمتد إلى باقي البلدان العربية، الأمر الذي جعله يلح على ضرورة وضع الأسس الصحيحة نحو "توافق وطني جديد" يسمح ببناء دولة حديثة تضمن كل الحقوق والمساواة بين جميع الجزائريين، وهنا أكد على ضرورة أن يكون ثمرة نقاش واسع بين جميع مكونات المجتمع دون إقصاء، وذلك بإشراك المجتمع المدني في الدفاع عن مقومات الأمة. وأوضح حمروش أن التوافق الجديد لا بد أن يقوم على بناء سياسي ومؤسساتي جديد للدولة، مما سيمكن المواطنين من استعادة الأمل والتقدم بخطوة إضافية نحو مستقبل هادئ ومضمون، شريطة لعب نخبة الجيل الجديد دورها الفعلي لتفادي انفجار وانهيار المجتمع". وخلص حمروش إلى القول إن ميلاد حضارة وانحطاطها أو سقوطها ظل عبر الأزمنة مرتبطا بالحكامة وذلك قبل أن يفتح النقاش مع الحضور الذي دار بالخصوص حول التاريخ والحركة الوطنية والإصلاحات وكذا حول "الأخطار" التي تتربص بالبلاد. واعتبر مبادرة الأفافاس للخروج من الأزمة" تستحق التثمين لأن الغاية هي تحقيق إجماع لتجاوز الوضع الراهن المتأزم".