اعتبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، الأحزاب المعارضة التي تحترم مؤسسات الدولة الجزائرية، ضرورية للحياة السياسية، مبرزا أن حزبه منفتح على الأطياف السياسية المعارضة من أجل خدمة الوطن وتطوير الاقتصاد، غير أنه اعتبر الأحزاب المعارضة التي تسعى إلى المساس بمنصب رئيس الجمهورية والتشكيك فيه معارضة "عقيمة". وقال سعداني، في لقاء صحفي أعقب لقاءه بالأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية، أمس، بمقر الأفلان في حيدرة، إن أي محاولة "للطعن في شرعية رئيس الدولة تعد خطا أحمر لا يجوز الخوض فيه"، مبرزا بشأن تعديل الدستور أن رئيس الجمهورية "يريد أن تشارك في تحضيره الأحزاب المعارضة"، معتبرا أن امتناعها عن المشاركة ستكون نتيجته "الشلل"، على حد قوله. وأوضح سعداني أنه تم التطرق خلال اللقاء الذي يدخل في إطار الحوار المتبادل بين الحزبين إلى عدة مواضيع تتعلق بالأحزاب المساندة لرئيس الجمهورية وكذا المعارضة ومواقفها، فضلا عن القضايا التي تهم الحزبين، وأن حزبه سيلتقي مع جميع التشكيلات السياسية المساندة للرئيس من أجل توسيع "رقعة الموالاة" . وقال إن الغاية من ذلك "ليست من أجل مخالفة الأحزاب المعارضة ولكن لنتمكن من فهم بعضنا لبعض". وفي رده على سؤال صحافي تعلق بوجود أزمة في البلاد وسعي البعض إلى توريث الحكم، رد سعداني بأن هذه الأزمة موجودة على صفحات "يومية وطنية". وأشار إلى أنه إن كانت هناك أزمة فهي في ليبيا ودول أخرى، داعيا إلى ترك "الجزائر بسلام"، على حد تعبيره. وبشأن اللقاء الذي جمعه مؤخرا مع جبهة القوى الاشتراكية، اعتبر سعداني أن حزبه يعد أول تشكيلة سياسية تلتقي معها حول المبادرة التي اقترحتها بخصوص "الإجماع الوطني" وأنه "لم يتم خلاله الاتفاق على أي شيء إلا أننا اتفقنا على مواصلة الحوار". وأشار في هذا السياق إلى أن حزبه يدعم كل مبادرة تحترم المؤسسات الشرعية للدولة وتهدف إلى "تهدئة الوضع وتطوير العمل السياسي وحل مشاكل المواطنين". ومن جهته، أوضح عمارة بن يونس، أنه تم خلال اللقاء التشاور حول مختلف القضايا السياسية التي تهم البلاد وكذا دعم الحزبين لرئيس الجمهورية، معبرا عن رفض حزبه والأفلان "الحديث عن مرحلة انتقالية"، قبل أن يشير إلى أن من يريد الوصول إلى منصب رئيس الجمهورية "ما عليه إلا انتظار سنة 2019". وذكر بن يونس أنه تم الاتفاق في هذا اللقاء على أن يكون هناك لقاء آخر يجمع أعضاء مكتبي الحزبين، وأن موقفهما سيكون "موحدا تجاه الأحزاب المعارضة التي تسعى هي الأخرى إلى توحيد مواقفها". واعتبر في هذا الباب انتقاد الأحزاب المعارضة للأحزاب الموجودة في السلطة ب "الشيء العادي". ورد على سؤال تعلق بالحالة الصحية للرئيس: "إن ملف الرئيس ليس نشرة للأحوال الجوية تصدر الرئاسة بشأنها بيانات أربع مرات في اليوم"، مضيفا: "لقد رأيتم الرئيس في التلفزيون وهو يستقبل السفراء، هذا جواب للمشككين". وعن دعوة المعارضة الرئيس بوتفليقة إلى الرحيل بدعوى مرضه، قال بن يونس للصحفيين: "لقد رأت المعارضة أن الرئيس مريض قبل الانتخابات وعارضت ترشحه، لكنه فاز بالانتخابات، ولا تزال المعارضة تقول نفس الكلام".