ألا يحقّ لنا جميعا، أن نتوقف في هذا اليوم الأوّل من عام 2015، فنسأل ونتساءل، نحزن قبل أن نفرح، نبكي قبل أن نضحك، نحصي السلبيات قبل الإيجابيات، نجرد الخسائر قبل المكاسب؟ كلام.. أحلام وآلام.. أوجاع وأمان.. حصيلة علينا أن نقف عندها بالقلم والمسطرة والممحاة، لتصحيح الأرقام الخاطئة والمزيّفة، حتى لا تتكرّر المآسي والأخطاء، وحتى نتقدّم خطوة إلى الأمام بدل الصعود نحو الأسفل أو التقدّم نحو الوراء خطوتين وخطوات! انتهى 2014 مثلما انقضى قبله 2012 و2011 و2010 ومرّت السنوات، وأصبحت السنة بسرعة الشهر والشهر بسرعة اليوم واليوم بسرعة الثانية.. علينا أن نسأل ونتساءل: ماذا قدّمنا وماذا فعلنا وماذا أنجزنا؟.. أين أخطأنا وأين "أجرمنا" وأين سقطنا وأين تجاوزنا؟ على كلّ فرد أن يسأل على سلبياته وانكساراته ونكساته وأخطائه، لأن الإيجابيات والإنجازات والأعراس والانتصارات، لا تتطلب أبدا كاشف أضواء يُنيرها و"يفضح" تفاصيلها وحيثياتها! الأكيد أننا لم نحقق كل شيء في السنة المنقضية، والأكيد أيضا أن 2014 لم تكن فقط للفشل والعجز والإفلاس و"الخلايع".. الأكيد أنها كانت أيضا للكثير من الأشياء الجميلة التي أدخلت الفرحة والأمل إلى بيوت الجزائريين وزرعت فيهم بذور محاربة اليأس والقنوط والإحباط! على الحكومة أن تجتمع بوزرائها، فتكافئ المجتهد والوفيّ وتعاقب "التاعس" و"الناعس"، خاصة بعد سلسلة التخويف من سنة شد الأحزمة وربطها حتى لا تُسقط أزمة البترول السراويل! على الأحزاب أن تلتقي قيادييها ونوابها وأميارها ومنتخبيها، فتقيّم كل فرد تقييما فرديا، حتى لا يسقط "المحرم مع المجرم"، وتوضع النقاط على الحروف بالعدل والحقّ والحقيقة، بدل مقياس الولاء والطاعة! على المجتمع أن يقيّم أفراده، ويقيس أخلاقهم واحترامهم وتمسكهم بدينهم وعاداتهم وتقاليدهم، بتيرمومتر لم يعد قادرا على التفريق بين درجة حرارة الأفراد وإصابتهم بالحمى! على العائلة أن تقيّم أبناءها، دينيا وتربويا وتعليميا وأخلاقيا، فكم هو مؤلم عندما تشهد 2014 على "جرائم" ارتكبها أولاد في حقّ أوليائهم، أو اقترفها آباء وأمهات في حقّ فلذات أكبادهم!
ودعا.. 2014.. وأهلا وسهلا ومرحبا بك يا 2015.. نتمناه أن يكون عاما للخير واليُمن والبركات، وعاما للسلم والأمن والطمأنينة، وعاما مفيدا لكلّ الجزائريين.. فاللهم آمين.