للحزن عيون واسعة.. ترى الجوف الهارب بصمته، عيون تقرأ كل شيء بهدوء، الفرح عابر سريع وناعس.. لا يعلمنا شيء عدا الاستمتاع والنسيان واللهو.. الحزن معلم كبير.. كل الحسابات الكبيرة نجريها في حالات الحزن، كذلك القرارات.. كذلك الإبداع.. فالتأمل قطعة الحزن الغالية، بها يلتفت يمينا وشمالاً حتى لا تضيّع عن الخاطر اكتشافات الرؤية. لسنا نرى بالطريقة نفسها ونحن في حالة حزن.. إننا نرى بالبعد الثالث، بارتفاع الوجع وكلما ارتفع الوجع صارت الأشياء بل قيمة..وربما أكثر قيمة، يعني صارت تأخذ حقها من العمق.. طبعا سنرى العالم في طبيعته الأزلية، هذا بشع وهذا مذهل.. وهذا كبير وهذا صغير..حتى ينتهي التوازي إلى الخير والشر.. نتعلّم ذلك مبكراً، في الإعلام الموجه، في حكايات الجدة، في التعاليم الدينية، لكن لا أحد اخبرنا بشكل دقيق عن حرية الاختيار. هل أنا التي اخترت الحزن في هذه اللحظة.. ربما عندما يستعد الإنسان إلى منازلة الجدوى من كل حياته يعاود شد كل الحبال إلى عنقه.. حرية الاختيار هي الحقيقة الكبرى في وجودنا.. لكن هذه الحرية مبنية على أساس قبلي لا علاقة لنا به.. بعض الخير يحزن، كذلك هو الشر. لذا الاختيارات لا تنفع بشكل منفصل، لا بد من علاقة ما، أتسال دوما عن العوالم الموازية..الأكيد أن الشياطين تتعامل مع البشر، وهذا معروف ومؤكد ولكم أن تسألوا عبدة الشياطين. ماذا عن الملائكة هل انتهى دورها عند الرسل.. وانتهت مهمتها في حياتنا من زمان.. في القرآن هناك مواقف كثيرة كانت الملائكة فيها سندا ودعما للبشر، هل انتهت الآن.. تذكّرت هذا عندما سقط رضيع أختي من السرير ولم يحدث له شيء قالت أمي: الملائكة رفعته.. لا بد أن نفهم أكثر، من الضروري أن نفهم أكثر، ولو كلّف الأمر حزننا الطويل. هاجر قويدري