استهجن دحو ولد قابلية، رئيس الجمعية الوطنية لمجاهدي التسليح والاتصالات العامة "المالغ" تصريحات سعيد سعدي في حق مجاهدين كبار من عيار مصالي الحاج وأحمد بن بلة وعلي كافي، واعتبر رئيس الأرسيدي السابق شخصا غير مؤهل لكتابة التاريخ وحري به أن يبحث عن علاج لمركب النقص الذي يعانيه وعقدة الجهوية المقيتة التي تجعله ناكرا لفضائل الغير، ويعتقد أنه ما دون منطقة القبائل، باقي الجزائر لم تساهم في الثورة التحريرية ولم تصنع التاريخ. وأوضح رئيس "المالغ" في اتصال ل"الشروق" أمس، أن تصريحات سعيد سعدي، وتطاوله على المجاهدين بنسج مزاعم لم يسجلها التاريخ لم تعد تثير الاستغراب، كونها أضحت سلوكا عاديا بالنسبة له، وقال ولد قابلية "سعدي شخص غير مؤهل لكتابة التاريخ، فهو لا يمتلك المعطيات التي تمكنه من فعل ذلك، والقليل من المعطيات إن توفرت لديه فهي معطيات، موجهة ومقيدة بالمنطقة فقط، وهنا لا أقصد أن نقيد حرية أيا كان في كتابة التاريخ، لكن ليس قبل البحث في المعطيات، خاصة إذا كان هذا الشخص أسير هواجس وعقد ويعاني مركب نقص تجاه الآخرين، مثلما هو عليه الأمر بالنسبة لسعيد سعدي". وأضاف ولد قابلية "والأمر يصبح أكثر خطورة، عندما نزيّف التاريخ بسبب هواجس وعقد نفسية، فسعدي يعتقد أن منطقته هي المنطقة الوحيدة في الجزائر التي عانت من الاستعمار وهي الوحيدة التي أنجبت أشاوس وشجعان صنعوا الثورة، وهنا أصحح للمعني بأن كل مناطق الجزائر ذاقت ويلات الاستعمار وحاربته وأنجبت رموزا وثوريين"، مضيفا "أن سعدي ينكر جهود الجميع، ونظرته الجهوية الضيقة أثرت على توجهاته وتصريحاته، بما في ذلك جهد محمد السعيد في المنطقة بسبب توجهه الإسلامي فقط". وردا على مزاعم طبيب الأمراض النفسية بخصوص الرئيس علي كافي وعدائه لمنطقة القبائل، فند رئيس "المالغ" هذا العداء الافتراضي، وقال "أن هذا التصنيف مبني على خلفيات تاريخية محضة، تتعلق وفقط بالخلاف الذي كان يطبع علاقة الفقيد علي كافي بالشهيد عميروش الذي أراد أن يترأس اجتماعا بالشمال القسنطيني، رغم أن هذه الولاية التاريخية كانت تحت قيادة علي كافي، الذي برفضه هذا ساءت العلاقة بينه وبين الشهيد عميروش". وأضاف محدثنا "من العار أن نحاول إستغلال التاريخ للثأر من شخصيات ساهمت بما استطاعت في خدمة هذا الوطن"، وعندما يصف سعدي "المالغ" بالخونة، لأنه يخال له أن هذا التنظيم كان وراء وفاة عبان رمضان، أفضل هنا أن أذكره بأن وزارة التسليح بالتنسيق مع الحكومة المؤقتة أدت ما عليها ومكنت الثورة من 24500 طن من الأسلحة أنذاك، ورفضنا حتى من قيادة الأركان أن تخون الحكومة المؤقتة، فما بالك بسعدي، وأعتقد "أن هذا الأخير كان يرى في مقتل عبان رمضان قتل للإله، فأقول له ديدوش مات، بن مهيدي مات كذلك وسويداني بوجمعة مات كذلك، وبوصوف لم يكن يرغب يوما في الحكم". وعن عدم حضور على كافي مؤتمر الصومام، قال وزير الداخلية السابق ومن حضر اجتماع الصومام، "حضور هذا الإجتماع كان ضيقا لم يحضره سوى ستة أشخاص فقط، ويتعلق الأمر بعبان رمضان وكريم بلقاسم والعربي بن مهيدي وزيغوت يوسف ولخضر بن طوبال وأوعمران، وما دون هؤلاء حضورهم كان في المنطقة وليس للاجتماع، وأصحّح هنا أن الوثيقة كانت جاهزة ولم يكتبها عبان رمضان، بل صاحبها الحقيقي هو عمار أوزڤان، وكتبت بعقيدته الماركسية". واسترسل ولد قابلية في الرد على سعدي فيما جاء على لسانه من مزاعم عن عمالة الرئيس أحمد بن بلة للمخابرات المصرية وقال: "أي عمالة ممكن أن يقوم بها مناضل مثل بن بلة، التحق بالمنظمة السرية كمسؤول منذ 1947، ومن كان في حاجة الآخر الثورة الجزائرية التي كانت بحاجة دعم الأنظمة، أم النظام القائم، التقارب المصري الجزائري الذي سعى إليه بن بلة كان لمصلحة الثورة لا غير، فإن كانت هذه عمالة فهي كذلك". أما بخوص مصالي الحاج ومدى وطنيته التي شكك فيها طبيب الأمراض العصبية وحليف برنارد ليفي مهندس مسيرات السبت أيام الربيع العربي، فأختصر ولد قابلية الرد في عبارة واحدة "إذا كان هناك أب روحي للحركة الوطنية فهو مصالي الحاج بدون منازع". ونصح ولد قابلية سعدي بالصمت، وعدم التطاو،ل لأن كتابة التاريخ معطيات، والمعطيات غائبة عنه، وما توفر لديه موجه ورهينة قبلية ضيقة مردها مركب النقص والعقدة التي تحكمه.
نجل الرئيس الراحل.. حسام علي كافي ل "الشروق": سعدي رجل فتنة.. وسكرتير والدي في الثورة كان من القبائل اتهم حسام كافي، نجل رئيس المجلس الأعلى للدولة سابق، علي كافي، الأمين العام السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، ب "زارع الفتنة"، وذلك على خلفية تخوين سعدي لقيادات بارزة في الثورة وفي الدولة بعد الاستقلال. وقال حسام كافي معلقا على اتهامات لوالده: "هذا الشخص (يقصد سعدي) لا يهمني. إنه رجل فتنة ويهوى الصيد في المياه العكرة"، واتهم نجل رئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا، أمين عام الأرسيدي سابقا، بتوظيف قضايا غير شريفة بهدف العودة للمشهد السياسي: "هذا الرجل يريد العودة لممارسة السياسة، من خلال تخوين شخصيات صنعت استقلال الجزائر، لكن أن يعود بهذه الطريقة فهذا أمر يندى له الجبين". ونفى نجل قائد الولاية التاريخية الثانية، في اتصال مع "الشروق"، ما نسب سعدي لوالده من تهم تتعلق بالعنصرية: "والدي كان لا يفرق بين الجزائريين على أساس أصولهم العرقية، بمن فيهم أبناء منطقة القبائل"، مستشهدا في هذا الصدد، بكون سكريتير كافي الخاص إبان الثورة، من منطقة القبائل، وهو الهاشمي هجرس. وعاد حسام كافي إلى الوراء قليلا ليرصد بعض مواقف سعيد سعدي تجاه رئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا، مؤكدا بأن سعيد سعدي زار علي كافي ببيته في العام 1994، بعد خروج كافي من رئاسة الجمهورية بطريقة حضارية، تاركا هذا المنصب للرئيس السابق اليمين زروال، مؤكدا بأن سعدي كان في تلك الزيارة مرفوقا بالوزير الحالي للتجارة، عمارة بن يونس، الذي كان حينها قياديا في الأرسيدي، قبل أن ينشق ويؤسس حزب الحركة الشعبية، الذي يرأسه حاليا. وفي السياق ذاته، أشار حسام كافي إلى أن عائلة الرئيس الأسبق، لن ترفع دعوة قضائية ضد الأمين العام السابق للأرسيدي، "حتى لا تعطيه قيمة لا يستحقها"، مؤكدا بأن العائلة تثق في قرار مصالح العدالة على مستوى العاصمة، التي قررت متابعة سعدي بتهمة القذف. ولم يستبعد نجل الرئيس الأسبق، أن تكون لتصريحات سعدي أبعاد وأجندات سياسية، متسائلا: "أنا لم أفهم المرجعية التي ينطلق منها سعدي لمهاجمة والده وشخصيات بارزة في الدولة".
المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء: تصريحات سعدي "غير مشرفة" انتقدت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، تصريحات سعيد سعدي بشأن رموز الثورة والدولة، ووصفتها ب "غير المسؤولة وغير المشرفة"، وطالبت بوضع حد ل "هذه الانزلاقات الخطيرة". وقالت المنظمة في بيان لها، تلقت "الشروق" نسخة منه، إنما صدر عن سعدي كان "تصريحات لا تحقق سوى غرض واحد، وهو إثارة مزيد من الشكوك حول تاريخنا الوطني ورموزنا التاريخية من الشهداء والمجاهدين بما يخدم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، تلك السياسات المعتمدة والمتعمدة، من قبل أعداء الثورة الجزائرية بالأمس واليوم، والتي تهدف على التشكيك في كل ما يرمز لعبقرية الشعب الجزائري ولمساهمة رجاله ونسائه في طرد الاستعمار من أرضه الطاهرة". وأضاف البيان أن "هذه التصريحات لا تخدم التاريخ كونها غير صادرة عن مؤرخين، كما لا تخدم السياسة باعتبارها بلا هدف"، مشيرا إلى أن تصريحات من هذا القبيل لا تخلق سوى البلبلة بين الأجيال الصاعدة.
بن بعيبش: تصريحات سعدي قبيحة وعنصرية ووصف الأمين العام السابق للمنظمة الوكنية لأنباء الشهداء، الطاهر بن بعيبش، تصريحات سعيد سعدي ب"غير المسؤولة"، معتبرا الطعن في شخصيات بحجم بن بلة وكافي وحتى مصالي الحاج، لا يصب في مصلحة البلاد. وقال بن بعيبش: "بالنسبة إلي، أنا أعتبر تصريحات سعدي غير مسؤولة، لأن الطعن في معالم مسيرة ثورة، والتاريخ يشهد لهم بالنضال والتضحية، وترميهم بالعمالة والخيانة.. هذا أمر غير مقبول على الإطلاق". وشدد المتحدث في اتصال مع "الشروق" أمس، على أن الطعن في شخصيات مثل بن بلة وكافي، أمر غير مؤسس، لأن نضالات الرجلين من أجل البلاد ثابتة لدى الجميع، فيما وصف اتهام سعدي للرئيس بن بلة بالعمالة لمص، وكافي بكرهه للقبائل، ب"الكلام القبيح والعنصري"، على حد تعبير رئيس حزب الفجر الجديد.
تواتي: سعدي دمية بيد فرنسا ولم يختلف أمين عام تنسيقية أبناء الشهداء سابقا، ورئيس الجبهة الوطنية، موسى تواتي، الذي هاجم سعيد سعدي بشدة، وذهب بعيدا في القضية، عندما ذكر بما وصفه "الماضي المشبوه لعائلة سعدي تجاه الثورة التحريرية". وقال تواتي: "من هو سعدي؟ ومن أعطاه المكانة للحديث عن المجاهدين وهو الذي لا علاقة له بالثورة"، ولم يستبعد المتحدث في اتصال مع "الشروق" أن يكون تصريح سعيد سعدي، تم بإيعاز من فرنسا، بهدف تشويه الثورة التي أنقذت البلاد من نير الاستعمار الفرنسي. واعتبر أمين عام تنسيقية أبناء الشهداء سابقا، تحريك مصالح العدالة دعوة قضائية ضد سعدي بسبب تصريحاته، "أمر غير كاف"، لأن أطرافا خارجية ومن فرنسا تحديدا، كما قال، ستتدخل من أجل تبرئة سعدي، وقال: "سعدي معروف منذ تأسيسه للأرسيدي في نهاية الثمانينيات، ولفائدة من كان ينشط، ومن كان يحميه". ولاحظ تواتي أن تصريحات سعدي كانت مبرمجة وتندرج في سياق أجندات أجنبية مدروسة"، واعتبر المتحدث بأن "سعدي ما هو إلا بيدقا من بيادق فرنسابالجزائر.. سعدي خدوم لفرنسا وهذا معروف، وأصحاب الحل والعقد يدركون ذلك جيدا".
بن سعيد: السلطة أجرمت باعتمادها حزب سعدي ويرى رئيس هيئة مناهضة الاستعمار، لخضر بن سعيد، أن تصريحات سعدي بحق رجالات الثورة البارزين، تحركها أطراف خارجية وفرنسية على وجه التحديد، عبر قناة برنار باجولي، سفير فرنسا الأسبق بالجزائر. وقال بن سعيد: "أتأسف لغياب أبناء التاريخ، ما فسح المجال أمام أبناء الماضي المشبوه كي يملئوا الفراغ، ويتكلموا عن الأشراف الذين ساهموا في جلب الاستقلال". ولم يتردد بن سعيد في مهاجمة عائلة سعدي، وتساءل: "كيف يتجرأ سعدي ويتكلم عن رموز الثورة والجزائر، وهو الذي يقيم في فرنسا ومحمي من طرفها؟ وعاد المتحدث ليذكر بما جرى بين سعدي وأبناء الشهيد عبد الرحمن ميرة، قائلا: "كان على سعدي ألا يتكلم بعد ذلك عن التاريخ، لكن يبدو أنه محمي في الداخل والخارج". وذكر رئيس هيئة مناهضة الاستعمار أن أول خطأ وقعت فيه السلطة، هو اعتماد حزب سعدي "الأرسيدي" في نهاية الثمانينيات، كما أعلن مساندة قرار المتابعة القضائية ضد سعدي، وقرر التأسس كطرف مدني.