ضاعفت الهيئة الرئاسية لحزب جبهة القوى الاشتراكية، من جولاتها وخرجاتها الميدانية، لإقناع أكبر عدد ممكن من المواطنين، حول مشروع إعادة بناء الإجماع الوطني، وسطر الأفافاس برنامج عمل ومقابلات ثنائية مكثفة هذا الأسبوع، مع شخصيات سياسية وإعلامية واقتصادية، وعلى رأسها وزير الخارجية الأسبق، أحمد طالب الابراهيمي، وزير الشؤون الدينية الأسبق سعيد شيبان، الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، إضافة إلى عدد من مديري الجرائد الوطنية. والتقى وفد من حزب الدا الحسين، بداية الأسبوع، بالخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، الذي رحب بمبادرة الحزب، وأكد على ضرورة إقامة إجماع وطني بين جميع الأطراف الفاعلة في الجزائر حول جميع القضايا والملفات التي تؤثر بحسبه في مستقبل البلاد، لا سيما تلك المتعلقة بالاقتصاد والطاقة، خاصة في ظل انهيار أسعار النفط في الأسواق الدولية، واحتجاجات جنوب البلاد المصاحبة لقرار الحكومة باستخراج الغاز الصخري. وفي نفس السياق، التقت أمس الهيئة القيادية للأفافاس، مع خبير آخر في مجال الطاقة والصناعة، ويتعلق الأمر بالدكتور علي كفايفي الذي أعرب عن قلقه إزاء تراجع أسعار النفط وتأثير ذلك على اقتصاد البلاد، وبحسب الأخير فان الوضع الصعب الذي تواجهه البلاد سيؤدي حتما إلى الفوضى، وهو سبب كفيل ببناء إجماع وطني لإنقاذ البلاد. وانتقل أمس الأمين الوطني الأول للأفافاس محمد نبو برفقة عضوي الهيئة القيادية للحزب علي العسكري وكريم بالول، إلى منزل أحمد طالب الابراهيمي، وزير الشؤون الخارجية في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، ومؤسس حزب الوفاء. وبحسب الناطق باسم الأفافاس يوسف أوشيش، فإن اللقاء كان أخويا، تطرق فيه الطرفان إلى الأزمة المتعددة الأبعاد التي تعيشها البلاد، وكذا التطورات الإقليمية والدولية، أين تم شرح مبادرة الأفافاس المتمثلة في عقد ندوة وطنية حول الإجماع الوطني. وبحسب المصدر ذاته، فإن وزير خارجية الشاذلي بن جديد، لم يؤكد مشاركته في ندوة الإجماع الوطني المزمع تنشيطها شهر فيفري القادم، إلا أنه شجع الأفافاس على مبادرته، مشددا على أن الطرفين خلصا إلى ضرورة ارتكاز أي مبادرة سياسية تطرح في الساحة على الوحدة الوطنية، دون إعطائه أي تفاصيل حول الموضوع. وفي سياق آخر يعقد الأفافاس نهاية الأسبوع الجاري، أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني في جلسة مغلقة، ستدوم يومين، حيث سيتطرق أعضاء المجلس الوطني، خلال هذه الدورة إلى ملفات تنظيمية داخلية للحزب، ومناقشة الوضع السياسي الراهن للبلاد. وأبرز اوشيش أن جدول الأعمال يتضمن مستجدات الساحة، أهمها الاحتجاجات المناهضة للغاز الصخري في الجنوب، والأحداث المتسارعة في غرداية، وتقييم مبادرة الحزب حول الإجماع الوطني. وأفاد المتحدث في السياق ذاته، أن الأفافاس أوفد برلمانيين من الحزب في مهمة إعلامية نحو جنوب البلاد، لتقييم الاحتجاجات المناهضة للغاز الصخري، في إطار شعار الإجماع الوطني حول الطاقة.