عند انعقاد المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني أواخر شهر ماي الفارط وتزكية عمار سعداني أمينا عاما له، قيل أن أزمة شرعية الأفلان طويت بعد سنة ونصف من الصراع، وأن أنصار عبد العزيز بلخادم سيعودون إلى بيوتهم خاصة وأن الرئيس والجيش وقفا في صف سعداني. لكن بعد شهرين وعشرة أيام من انعقاد المؤتمر أعادت جماعة عبد الرحمان بلعياط تشغيل أسطوانة أزمة الشرعية عن طريق الطعن في المؤتمر أول أمس، أمام مجلس الدولة مستغلين بذلك غياب قيادة الأفلان من الساحة السياسية وعدم تشكل الفريق الجديد الذي سيقود الحزب لخمس سنوات قادمة، فلماذا يعيد خصوم سعداني جدلية الشرعية مجددا، أم أن فصول أزمة الآفلان لم تنته بعقد المؤتمر العاشر كما كان يبدو؟ يتمسك منسق المكتب السياسي السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمان بلعياط ومن معه بعدم الاعتراف بالمؤتمر العاشر وطبعا عمار سعداني، ويقول بلعياط ل" الشروق" أنه يريد استرجاع الأفلان الغائب عن الساحة السياسية والذي لم يستطع الرد على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي أهان الجزائر من تونس، وأن قرار الطعن في شرعية المؤتمر العاشر لم يتوقف العمل عليه كما يعتقد البعض، لأنهم كانوا يجمعون الأدلة عن الخروقات التي سبقت وشابت انعقاده وعدم شرعية شريحة واسعة من أعضاء اللجنة المركزية والمندوبين. وعبر بلعياط عن تفاؤله بعد إيداع الطعن على مستوى مجلس الدولة أول أمس، لأنه وجب إعادة تصليح خطأ منح الداخلية ترخيص عقد المؤتمر العاشر: "متأكدين بأننا على حق وأن العدالة ليست ظالمة بل مستقلة والمؤتمر في نظرنا معلق في انتظار رد مجلس الدولة". ولفت منسق المكتب السياسي السابق أن الحديث عن عدم امتلاكه الصفة للتكلم غير منطقي لأنه يملك صفة المؤتمر التاسع، وأنه لن يتوقف عن الكلام لأن الدفاع عن الأفلان واجب ليتمكن الحزب العتيد من الرد على ساركوزي "الذي ذكرنا بمقولة الفرنسي جورج بومبيدو عندما تم الاعتداء على ساقية سيدي يوسف سنة 1958 عندما قال: "علينا إعادة اجتياح واحتلال تونس على الأرجل والخيول". بالمقابل يقلل أنصار الأمين العام للافلان ،عمار سعداني، من إيداع جماعة بلعياط للطعن، حيث ووصف المكلف بالإعلام للحزب السعيد بوحجة، الطعن ب اللاحدث بعد أن حصد سعداني دعم مؤسسات الدولة التي زكت المؤتمر العاشر وعلق بوحجة ل"الشروق" من يكون بلعياط وجماعته حتى يطعنوا في قرارات الداخلية فهم لا يملكون الصفة أصلا" وشاطره في الرأي مصطفى معزوزي عضو المكتب السياسي الذي أعتبر أن مايقوم به بلعياط فقدان للأمل وكالغريق لأن المؤتمر العاشر زكي على الأمين العام للحزب وهو عمار سعداني، وتم ذلك تحت أعين مؤسسات الدولة، مشيرا ل"الشروق" أن التكالب على الآفلان لايزال قائما رغم انتخاب بوتفليقة رئيسا فعليا للحزب فلماذا يطعنون؟.