دخلت الصراعات بين فرقاء جبهة التحرير الوطني، منعرجها الأخير عشية انعقاد الدورة العادية للجنة المركزية، التي ستكون الفاصلة، وتسود في أوساط مناضلي وقياديي الأفلان حالة من "السوسبانس والتوتر والترقب" بسبب المخاوف من وقوع مناوشات ومواجهات بين فرقاء الحزب الذين سيلتقون في قاعة واحدة داخل الأوراسي، بسبب إصرار خصوم عمار سعيداني على حضور دورة اللجنة المركزية بهدف الإطاحة بعمار سعيداني، حيث إنهم يعتزمون إدخال تغييرات على جدول أعمالها من خلال إدراج نقطة واحدة ووحيدة فيه، وهي انتخاب أمين عام للحزب بدلا من سعيداني الذي لا يعترفون به. وانقسم أعضاء اللجنة المركزية إلى ثلاثة أجنحة، داخل الحزب، كل جناح يساند طرفا على حساب الآخر، جناح يساند القيادة الموحدة المعارضة لعمار سعداني بقيادة عبد الرحمن بلعياط ويسعى إلى تنحية سعداني وترشيح عبد العزيز بلخادم وانتخابه أمينا عاما للحزب، وجناح يساند القيادة الحالية للحزب ويضم أعضاء اللجنة المركزية الملتفين حول القيادة الحالية للحزب المتمثلة في أعضاء المكتب السياسي والأمين العام عمار سعداني، والجناح الثالث يمثل حركة تقويم وتأصيل الأفلان بقيادة عبد الكريم عبادة التي تتجه نحو المشاركة في دورة اللجنة المركزية المستدعاة من قبل سعيداني بالرغم من معارضتها له، وذلك بعد أن انفصلت عن جناح بلعياط، بسبب عدم اتفاقها حول مسألة مساندة بلخادم وترشيحه لخلافة سعداني. بوحجة: أستبعد حدوث أي انزلاق أثناء الدورة وفي هذا الإطار، استبعد سعيد بوحجة عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني في لقاء خاص مع "البلاد" وقوع مناوشات أو أعمال تشويش على أشغال اللجنة المركزية، مستندا في ذلك إلى وجود إجماع بين أغلبية الأعضاء على ضرورة إنجاح هذه الدورة التي تعتبر مفصلية، كونها ستتولى إنجاح كل المشاريع التي سترفع للمؤتمر العاشر، من خلال العمل بطريقة إيجابية لتجاوز كل القضايا التي من الممكن أن تكون عائقا أمام هذه الدورة". وأوضح بوحجة أن جدول أعمال الدورة يشمل عرض تقرير الأمين العام والمقترحات المتعلقة بالدستور التي سيقدمها الحزب لمدير ديوان رئيس الجمهورية أحمد أويحيى يوم 26 جوان الجاري، إضافة إلى سماع وتزكية التقرير المالي الذي تقدمه لجنة الرقابة المالية، والنقطة الأخيرة، وهي الأهم، تتمثل في تنصيب لجنة وطنية للتحضير للمؤتمر العاشر للحزب. بلعياط: سنضغط من أجل إعادة الشرعية للحزب من جهته، قال عبد الرحمن بلعياط منسق ما يعرف بالقيادة الموحدة في الأفلان في اتصال هاتفي ب"البلاد"، إن جماعته وأنصار بلخادم سيضغطون من أجل إعادة الشرعية للحزب" وطرح انتخاب أمين عام جديد عن طريق الصندوق وهو ما ترفضه القيادة الحالية للحزب باعتباره غير مدرج ضمن جدول أعمال الدورة التي من المتوقع أن يشتد الصراع فيها لوجود عدة جبهات تسعى للبحث عن مركز قوة داخل الحزب قبل انعقاد المؤتمر القادم كما أكد بلعياط مشاركته رفقة الأعضاء المحالين على لجنة الانضباط رغم عدم توجيه دعوات من القيادة لحضورهم لحد كتابة هذه الأسطر، وتضمن البيان في هذا السياق التأكيد على ضرورة تمكين كافة أعضاء اللجنة المركزية للحزب، من حضور أشغال دورتهم هذه، دون أي استثناء أو إقصاء، وبالاحترام الكامل لقوانين الحزب وقرارات اللجنة المركزية صاحبة الاختصاص الحصري في هذا الشأن، وتوعد بلعياط بترجيح الكفة لصالحه ضد سعداني وذلك عبر الأصوات التي تدعم فكرة الاحتكام إلى الصندوق والتي فاقت النصاب، حسبه.