اقتصرت، أمس، الكلمة التي ألقاها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمّار سعداني، خلال لقائه بمناضلي حزبه بالقاعة المتعددة الرياضات بمغنية، على التذكير بمشروع الجدار الوطني و أهميته، مجدّدا نداءه للأحزاب والمنظمات الجماهيرية ومختلف فعاليات المجتمع الجزائري من أجل الالتفاف حول المشروع. وحذّر سعداني من المخاطر المحدّقة بالجزائر، سواء تلك القادمة من الحدود ذاكرا بالاسم تنظيم داعش الإرهابي، أو تلك المؤامرات التي تحاك في الخفاء من أجل جرّ الجزائر إلى مستنقع الربيع العربي، مؤكدا أن الجزائر مستهدفة خاصة وأنها بلد يرفض رئيسه الابتزاز، وأنها بلد سيد في قراراته ومواقفه، كما أن مخططي الربيع العربي لم ولن ينسوا للجزائر وقوفها وراء كشف الأهداف الحقيقية لما سمي بالربيع العربي والرّامية إلى تفكيك وتمزيق الوطن العربي، وضرب مثلا بما يحدث في ليبيا ومصر وسوريا يضيف سعداني، الذي أضاف كذلك إلى كل هذا عاملي التاريخ والثروات الطبيعية التي تملكها الجزائر والتي تسيل لعاب الأجانب. سعداني أكد أن الجزائر تملك كل المؤهلات لقيادة المغرب العربي والأمة العربية، داعيا الشعب إلى الالتفاف حول جيشها الذي وضفه بالقوي والمرابط. ووجه المتحدث رسالة مشفرة إلى العاهل المغربي، عندما قال إن الجزائر قادرة بل مؤهلة لقيادة المغربي العربي في إشارة ضمنية إلى المناورات العديدة للسلطات المغربية في محاولة منها للعب دور القائد والحارس الأمين للمغربي العربي. وأعرب سعداني بالمقابل عن أسفه لوجود من يدفع إلى تدهور الأوضاع داخل الجزائر من خلال تنفيذ أجندات خارجية لزعزعة استقرار الجزائر خاصة وأن الجزائر تبقى الدولة العربية الوحيدة التي تقف في وجه الصهاينة، وأنها البلد الوحيد الذي لم يسع ولن يسع أبدا للتطبيع مع إسرائيل، وأن مواقف الجزائر في هذا الجانب جعل منها بلدا مستهدفا من قبل قوى إمبريالية تحاول تركيع الوطن ونهب خيراته. إلى ذلك حافظ الأمين العام للآفلان في تجمعه الشعبي على إلقاء خطاب هادئ، عكس ما كان متوقعا، في كون عمار سعداني سيقصف مجددا الجنرالات والمعارضة، وهو ما جعل الكثير من الملاحظين يعتبرون خطاب تلمسان بمثابة خطاب تهدئة يراد من خلاله الدخول في مرحلة الهدنة وفق ترتيبات ومستجدات ستكشف عنها الأيام القادمة.