قطع الانترنت ونقل الأسئلة بطائرات عسكرية وتوزيع المواضيع بمراكز الإجراء في يوم الامتحان، هو دليل كاف للتأكيد على أن "خاين الدار" أو "خيان الدار"، مازالوا يشتغلون وبعضهم مازالوا أحرارا، ولذلك لجأت وزارة التربية إلى إجراءات "حربية" لتأمين البكالوريا الثانية أو المسماة جزئية وإنقاذها من تسريبات جديدة قد تضرب سمعتها مجددا! وزارة التربية تقول أن "ديوان الصالحين" هو المخوّل والمسؤول الوحيد لطبع ونقل وتوزيع مواضيع وأسئلة "الباك"، ومع ذلك فإنها تُعلن تدابير استثنائية تدلّ بأن الخوف من "خاين الدار" مازال قائما ومشروعا، وهاجس الغش الفردي والجماعي والتسريبات مازالت تلاحق ما لا يقل عن 311 ألف مترشح لهذه الشهادة المريضة بوزارتها وأساتذتها وتلامذتها! عندما تتحول امتحانات "السانكيام" أو "البيام" أو "الباك"، إلى مصدر رعب وقلق وإزعاج وإحراج وشعور بعدم الطمأنينة والارتباك، فهذا وحده يدعو إلى التوقف بعيدا عن "الهفّ" وضرب الضحايا بالكفّ، حتى تتجاوز "المظلومة التغبوية" المأزق ولا تعد الورطة خاصة بالوزيرة فقط! اليوم، هي بكالوريا مكرّر، وهو اختبار آخر لبن غبريط، وامتحان جديد لوزارة التربية، قبل أن تكون امتحانات مستفزة ومقلقة لآلاف التلاميذ ممّن "كرهوا" هذا "الباك" نتيجة اللعب والتلاعب، وبسبب عدم قدرة الوزارة الوصية على ضمان مبدأ تكافؤ الفرص، وضمان امتحانات بلا تسريبات! الفايسبوك هزم الوزارة في الجولة الأولى، وكان الذي كان، واليوم هي الجولة الثانية، في ذكرى "التصحيح الثوري"، المصادف ل19 جوان، حيث ستحاول الوزارة تصحيح خطيئة الغشّ، ويحاول الأساتذة تصحيح أخطاء الحراسة التي لم تنفع مع الانترنت، ويُحاول التلاميذ افتكاك هذه الشهادة بالتسريب أو من دونه، ولو كره الكارهون! لا أدري إن كانت وزارة التربية قصدت تاريخ اليوم، حتى تعطي الانطباع أنها في "معركة"، وأنها مقبلة على تصحيح آثار ونتائج الفضيحة التي كانت ب"جلاجل" بشهادة الوزارة ووزيرتها، وكلّ شركاء قطاع تربوي أصابه الوهن والكوليرا والطاعون وحمى المستنقعات! اليوم، يجتاز ال311 ألف مترشح الامتحانات للمرة الثانية، في أقلّ من شهر، ومعهم سيعيش *** 500 مترشح *** غير معني بالإعادة، أجواء الهلع والفزع والدوّار وتكسار الرّاس، إلى أن تمرّ العاصفة بسلام، وتظهر النتائج، لتكون بكالوريا 2016، أتعس امتحانات وأبعدها عن المصداقية، فقد ضرب "خيان الدار" سمعتها وحوّلوها إلى مجرّد ورقة للبيع والشراء!