تشكلّ شخصية "سوبرمان" الأسطورية، التي سبق وأن تناولتها السينما الأمريكية في أفلام "سوبرمان" الشهيرة وبعناوين كثيرة، نقطة بدء في دراما الخيال بالنسبة للدراما التلفزيونية العربية، وبدأ ذلك في المسلسل المصري "بنات سوبرمان"، وبالمقابل يظلّ المخرج الجزائري عاجزا عن تشغيل "عقله" لتقديم أعمال خارجة عن المألوف والصور النمطية المعتادة. بالرغم من أنّ شخصية "سوبرمان" أو "باتمان" أو أي شخصية أخرى خيالية ليست معيارا للحكم على مدى تقدم الدراما العربية في المجال العلمي والخيالي لكن يظلّ محاولة وقفزة نوعية لكسر الواقعية ومؤشرا لتجاوز الحكايات الاجتماعية والقصص والمشاكل الأسرية وغيرها من النقاط التي طبعت الأعمال التلفزيونية العربية لعدة عقود، وبالتالي الخروج عن المألوف يعتبره البعض تميزا ويقرأه آخرون على أنّه إضافة ولمسة جديدة في عالم دراما الخيال حتّى ولو لم يكن بالقدر وبالنوعية الجيدة التي تميز السينما والمسلسلات الغربية لاسيما الأمريكية. هذه الأفكار التي صوّرتها "هوليود" بشراكة في بعض الأفلام مع دول أوربية منها بريطانيا وسويسرا، ألهمت الدراما العربية وخصوصا المصرية، التي قدمت في رمضان 2016 مسلسلا كوميديا ساخرا "بنات سوبرمان" وكأنّه تكلمه للأجزاء الأمريكية السالفة الذكر، حيث تدور أحداث العمل في زمن قدره 45 دقيقة حول شخصية سوبر مان الأسطورية، والذي يأتي إلى مصر للانتهاء من مهمة خاصة فيتزوج وينجب ثلاث بنات يحاولن تقمص شخصيات خارقة بطريقة كوميدية فيتعرض للعديد من المشاكل لتتصاعد الأحداث في إطار كوميديا فانتازيا ساخرة. والعمل من تأليف جماعي "ورشة" أخرجه حسام علي، ويؤدي بطولته شيري عادل، ويسرا اللوزي، وريهام حجاج.
وقد تظلّ "مصر" ربما الوحيدة التي أنتجت عملا خياليا يستلهم أحداثه من قضية واقع وجرائم وتحقيقات شرطة، إضافة إلى تجربة جزائرية تمثلت في سلسلة "حلفة 40" "القسنطيني"، وتجربة صنعها الشاب شمس الدين عمراني بودكاست "دي زاد جوكر" من خلال إطلالته الرمضانية "إماجينيو" بحيث جسد شخصية سبورمان بخيال نجح في صناعته إلى حدّ بعيد وبإمكانيات بسيطة ووفق سيناريو وقصة محبوكة بصورة جيدة، وكل من شاهد برنامجه الفكاهي "اماجنيو" يدرك أنّ في الجزائر طاقات ومواهب شابة تنتظر من يمنحها الفرصة فقط خلافا لمخرجين يظهرون كل رمضان بأعمال لا ترقى إلى المستوى دونما الحديث عن الخيال لأنّ لا مخيلة لديهم سوى مخيلة النمطية وتكريس الوجوه وإطالة الجنيريك لقصة مملة ومجترة.