عادت العجلة الفنية لمهرجان تيمقاد الدولي إلى الدوران، من جديد، حيث كانت البداية وبعد مراسيم الافتتاح الرسمي، بجملة من أغان من التراث الشاوي، أدتها فرقة الرحابة (رفاعة)، التي رحلت بالجمهور الحاضر الذي كان غالبيته منشغلا بنتائج البكالوريا، إلى عمق التراث الأوراسي، ليليهم مطرب الأغنية الشاوية عبد الحميد بلبش الذي أدى في بداية وصلته الغنائية أغنية المرحوم كاتشو "احنا شاوية". وقد تفاعل الجمهور مع أغانيه بقوة على غرار أغنيتي "بابا حناني" و"يليس نيوذان" وغيرهما. ويأتي بعدها دور الفنانة القبائلية طاووس التي أدت رائعة الفنان العالمي إيدير "آفافا ينوفا" وكذا "سندو" التي أثرت كثيرا في جمهور تاموقادي، ليكون الدور بعد ذلك لجوهرة تلمسان "الشاب أنور" أين غنى "يا ريت لقيت لي يخبرها" و"توحشتك يا لميمة" و"نيتي في البلاد" وغيرها من الأغاني التي تفاعل معها الشباب بشكل خاص، ليليه مطرب الأغنية السطايفية العصرية الشاب خلاص الذي قدم عددا من أغانيه التي عُرف بها وتفاعل معها الحضور كثيرا، ويعتلي ركح تاموقادي بعد ذلك محبوب الجماهير كادير الجابوني الذي أبدع في تحريك المدرجات من خلال مجموعة من أغانيه القديمة والجديدة التي تقدمها أغاني ألبومه الجديد "حكاية". قال كادير الجابوني، في تصريح ل "الشروق"، إن مرور أي فنان على محطة مهرجان تيمقاد يشكل علامة مميزة في مشواره الفني ككل "أنا أعتبر نفسي من المحظوظين لأني اخترت لأكون في حفل الافتتاح للدورة الحالية من المهرجان". وعاد الشاب أنور، في تصريح له، ل "الشروق اليومي"، للحديث عن فترة غيابه عن الساحة الفنية لفترة استمرت ثلاث سنوات متتالية، حيث قال إن ذلك الغياب ما هو إلا مرحلة راحة له أراد من خلالها إعادة ترتيب أوراقه الفنية وأخذ نفس آخر لتقديم الجديد لجمهوره الواسع، وما مشاركته هذه في مهرجان تمقاد الدولي للمرة الثانية على التوالي إلا دليل على عودته القوية إلى الساحة الفنية الجزائرية وبقوة. من جهته، عبّر فنان الأغنية الشاوية الأصيلة عبد الحميد بلبش عن رفضه فكرة أن الطابع الشاوي مغيب عن مهرجان تيمقاد، فكل نجوم هذا الطابع حاضرون في هذا المهرجان على امتداد دوراته الثمانية والثلاثين، ولعل أكبر حضور وبامتياز سيكون في هذه الدورة بالذات من خلال عدد من الأسماء البارزة التي دعاها الديوان الوطني للثقافة والإعلام.