امتد التحقيق مع إطارات "سوناطراك" الموقوفين وزملائهم تحت الرقابة القضائية، إلى الصفقات التي أبرمت خلال السنوات الماضية والخاصة بالتكوين الذي استفاد منه بعض الإطارات والموظفين لدى بعض المعاهد والمدارس الخاصة بالجزائر العاصمة وحاسي مسعود، وشروط التعاقد مع أصحاب هذه المدارس الخاصة، بعد اكتشاف فواتير ضخمة بأسماء أصحاب هذه المدارس، أبرمتها مديرية التكوين لشركة سوناطراك في إطار تنويع الشركات المتعاقدة معها في مختلف العمليات ومنها التكوين في التخصصات التقنية الجديدة للتسيير والاتصال والمالية وإدارة المخاطر. وأبرمت مديرية التكوين بالشركة مجموعة من الصفقات مع مدارس تكوين خاصة يملكها أشخاص تربطهم صداقات بمسؤولين بالشركة لتنظيم دورات تدريبية لا علاقة لها بالمهن التي تحتاجها الشركة وفروعها المختلفة، كما قامت مديرية التكوين بإبرام عقود لتكوين عشرات الإطارات في مجال المناجمنت وكذا التخصصات المتعلقة بالماركتينغ والاتصال وتسيير الموارد البشرية ومخاطر التسيير وبعض التخصصات في مجال المالية، غير أن المفارقة تكمن في عدم معادلة تلك الشهادات التي تمنح لإطارات سوناطراك لأي شهادة من الشهادات التي تمنحها الجامعات والمعاهد الجزائرية، كون المعهد في الأصل غير معترف به في الجزائر ولا في الخارج، ولكنه يواصل العمل مع شركتي سوناطراك وسونلغاز. وتفوق قيمة تكوين إطار واحد 100 مليون سنتيم، بما يعادل حوالي 10 آلاف أورو، ولا يقل عدد الطلبة في كل دورة عن 25 طالبا، أي بما يعادل 250 ألف أورو لكل دورة تكوينية تتراوح مدتها بين سنة ونصف سنة وسنتين تتوج بشهادة في إدارة الأعمال والمناجمنت، حيث تذهب هذه الأموال إلى جيوب الأصدقاء والمحظوظين وبعض الشخصيات، التي استعملت منتدى رؤساء المؤسسات لتحقيق ثروات طائلة من أموال سوناطراك وسونلغاز، كما سمحت لبعض الشخصيات وفي وقت قياسي من شراء عقارات بعشرات الملايير في العاصمة والجزائر وحسابات ثقيلة بالعملة الصعبة. وتمكن أحد المحظوظين من أصحاب مدارس التكوين المتعاقدة مع سوناطراك من شراء 5 فيلات في واحد من أرقى الأحياء بالعاصمة وبلغت قيمة الفيلا الواحدة أزيد من 12 مليار سنتيم، بفضل صفقات التكوين المبرمة مع سوناطراك وسونلغاز خلال الأعوام الأخيرة. حيث شرعت الشركتان في تنظيم دورات تدريبية لعملها بكل من العاصمة ووهران بفندق الشيراتون منذ 2005 بشكل أسبوعي، وتتعلق بتنظيم ندوات تدريبية لمدة يومين أسبوعيا، وهو ما يطرح السؤال حول خلفية اختيار هذه المدارس أو الفنادق خمس نجوم بدون اللجوء إلى الآليات القانونية المعمول بها، وخاصة في ظل وجود معاهد تكوين تابعة لشركتي سوناطراك وسونلغاز، ومنها المعهد الجزائري للبترول ببومرداس الذي يكوّن كفاءات من دول أجنبية ومنها فنزويلا، بالإضافة إلى المعاهد التابعة لشركة سونلغاز بالعاصمة والبليدة وعين مليلة، ومعروف أن الدورة التدريبية لمدة يومين تكلف 1000 أورو للشخص، وتم تحديد هدف الوصول إلى استفادة حوالي 50 ألف عامل من الدورة، مما يعني أن التكلفة الإجمالية للعملية لن تقل عن 50 مليون أورو.