'' إذا كنا نخن بنينا بيوتا تشوه منظر العاصمة .. ما ذنب أطفالنا ؟ سيعودون من المدرسة إلى الشارع لن يجدوا بيتا يأويهم .. '' كلمات كنا نسمعها في مناطق مختلفة في بوروبة، عين البنيان، الشراقة .. اشتركوا جميعا في نفس التهمة '' تشويه منظر العاصمة '' لكن لا البلدية ولا السلطات المحلية تدرك حجم المأساة التي تعيشها أكثر من 45 عائلة وجدت نفسها أياما قبل رمضان تفترش الأرض وتلتحف السماء . يتواصل مسلسل تهديم السكنات الفوضوية والقصديرية عبر أماكن مختلفة من الجزائر العاصمة أدت في كثير من المرات إلى مواجهات بين السكان ومصالح الأمن، منها حتى إقامات سكانية لم يتلقى قاطنوها إشعارا مسبقا بالتهديم مثلما حدث في مزرعة توري حميدة في عين البنيان، حيث لا يزال سكانها إلى غاية اليوم يتنقلون بين مختلف الجهات الرسمية بحثا عن مأوى لأطفالهم ، ونفس السيناريو تكرر ليلة أول أمس مع سكان حوش ''بايو'' بالشراقة عندما قامت مصالح البلدية بتهديم أكثر من 18 بيتا قصديريا بالرغم من امتلاكهم وثائق رسمية ومن غير أن يرحلوا إلى اماكن أخرى .. يحدث هذا أياما قبل شهر رمضان . في إنتظار تهديم أكثر من 30 بيتا فوضويا بالقبة .. خوف ، ترقب، لخظات حرجة يعيش سكان البنايات الفوضوية القصديرية " بالمقارية " حالة من الخوف والذعر جراء إشعارهم من طرف المصالح البلدية بإخلاء سكناتهم قبل تهديمها ، تنقلنا مرات إلى هناك بغاية التصوير ونقل الخبر لنفاجأ بنظرات السكان تترقب كل الوجوه الغريبة ، فيما بعض الأطفال يترقبون من بعيد وصول الجرفات إلى منطقتهم، هذه الحالة التي ولدت شعورا من الحقرة في نفسية بعض السكان منهم من صرح لنا قائلا : أين هي البلدية عندما كنا نقوم ببناء هذه البيوت، ؟ وقبل أيام تنقلت الشروق لتغطية خبر تهديم 16 بيتا قصديريا في مزرعة توري حميدة بعين البنيان، حيث لا تزال أكثر من 15 عائلة أقدمت السلطات المحلية رفقة عناصر الأمن بتهديم البنايات الفوضوية، بالرغم من أحد ساكنيها يعود بنائه للكوخ لأكثر من خمس سنوات، اتصلنا مجددا بأحد السكان لا يزال يبيت كما أننا وقفنا على بيوت قصديرية أخرى تم استبعادها من عمليات الهدم، وهو ما خلق فوضى عارمة لدى من جرفت منازلهم بحجة أن البلدية تمارس تمييزا عنصريا لتهديم المنازل، لا سيما أن وصل الصحافة إلى المنطقة أدى إلى رحيل الجرافتين في أسرع وقت ممكن، بعد أن أخبرنا السكان أنهم لم يتلقو إشعارا مسبقا ولا محضر قانوني لتهديم البيوت القصديرية، ولا يزال إلى غاية اليوم أكثر من 15 عائلة تعيش رفقة جيرانها وعند أقاربها فيما يضطر الرجال إلى المبيت في العراء ... يحدث هذا أياما قبل شهر رمضان. 49 عائلة تبيت في العراء أمام صمت المسؤولين مسلسل تهديم السكنات الفوضوية أدى إلى تواجد أكثر من 40 عائلة تبيت في العراء، حيث قامت مصالح بلدية بوروبة منتصف شهر جويلية بتهديم 17 بيتا قصديريا لا يزال قاطنوها لحد الساعة يبيتون في العراء، فيما تتواجد 16 عائلة من مستثمرة توي احميدة في العراء أيضا، وباتت ليلة أول أمس 15 عائلة في العراء بعد تهديم 18 بيتا قصديريا في منطقة الشراقة، صرح لنا قاطنوها أنهم يملكون وثائق رسمية وترخيص من قبل المصالح، كما أن مصالح البلدية قامت بنقل أمتعتهم ، على متن حافلات بغية ترحيلهم ليفاجئوا بعدها بعودة الأمتعة وإلغاء قرار الرحيل . بالإضافة إلى تواجد 9 عائلات معتصمة أمام مقر بلدية الدويرة تبحث هي الأخرى عن مأوى بعد قرار الإقصاء من قائمة السكن . البلدية .. من توزيع السكنات إلى هدم البيوت القصديرية .. الدور الجديد وعلى عكس احتجاجات السكان تنفي مختلف السلطات المحلية للبلديات المذكورة إقدامها على هدم البيوت القصديرية بحجة عدم مطابقتها للمقاييس العمرانية وتشويهها للمنظر العمراني ، وعدم ملكية السكان لوثائق ترخص لهم بالبناء، فيما صرح لنا رئيس بلدية المقارية فوفة مصطفى أن قرار هدم أكثر من 30 بيتا قصديريا سيطبق قبل شهر رمضان، في انتظار تفرغ مصالح الأمن للمهمة، وفيما يؤكد مسؤولي بلدية الشراقة أن قرار هدم البيوت القصديرية الشراقة جاء نتيجة عدم امتلاكهم لتراخيص البناء، هذا وكانت مصالح الدرك قامت أول أمس بإطلاق سراح أربعة شبان قامت بحجزهم بسبب مواجهات بين قوات الدرك، فيما نقلت امرأة حامل ليلة أمس إلى المستشفى جراء مبيتها غي العراء ، وكان مسؤولي بلدية الدويرة قد طمأنوا 9 عائلات المعتصمة أنها ستستفيد من السكنات بعد الانتخابات المحلية القادمة ، وهو ما يعني أياما جديدة من المبيت في الشارع . استطلاع : فضيلة مختاري