أعرب جل سكان البيوت القصديرية ببلدية المدنية الواقعة بولاية الجزائر العاصمة، عن استيائهم الشديد من الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها وسط هذه السكنات التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة وشروط العيش الكريم واللائق، حيث معاناتهم متواصلة على مدار فصول السنة، ففي فصل الصيف تنتشر مختلف أنواع الحشرات السامة والمؤذية كالباعوض والروائح الكريهة ومختلف الأمراض التنفسية والصدرية والحساسية. وفي موسم الشتاء تتسرب كميات الأمطار المتهاطلة عبر جدران البيوت وأسقفها المصنوعة من مادة ''الترنيت'' إلى وسط البيوت، إذ تفتقر هذه البيوت إلى أدنى شروط العيش الكريم. في ذات السياق يشتكي السكان القاطنون على مستوى بلدية المدنية هذه البيوت، من جملة المشاكل الأخرى التي أرهقتهم كثيرا وعلى رأسها غياب قنوات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي وغياب التيار الكهربائي عن منازلهم وشبكة الإنارة العمومية، فضلا عن اهتراء الطرقات.. إلخ. هذه الأخيرة زادت من حدة الوضع وتأزمه، حيث باتت تعرقل حركة المتمدرسين الذين أرهقهم الذهاب والإياب خاصة خلال فصل الشتاء، أين تتحول هذه الأخيرة إلى برك من الأوحال، وبعدما ضاق السكان ذرعا بالوضع، احتجوا منذ أسابيع، وهددوا بمعاودة العملية ما لم تتكفل الولاية بالوضعية عن طريق الشروع في ترحيلهم في إطار برنامج رئيس الجمهورية، وهذا في القريب العاجل. .. وقاطنو ''ديار الباهية'' يعيشون في غرفة واحدة منذ نصف قرن على صعيد ذي صلة تطالب عشرات العائلات المقيمة بحي ''ديار الباهية ''، بإعادة إسكانها وانتشالها من البيوت الضيقة التي تقيم فيها منذ 51 عاما، والتي يقولون بإنها لا تصلح حتى كزنزانات لإيواء المساجين. وحسب من تحدثوا ل'' الحوار''، فإن عمارة '' ديار الباهية'' تضم 148 عائلة تعيش كل منها في مسكن تتراوح مساحته ما بين 27 إلى 35 متراً مربعاً يتكون من غرفة واحدة ومطبخ سبق وأن تضرر بشكل كبير جراء زلزال ,2001 ويؤكد المحتجون أن المنزل لا يستوعب أفراد الأسرة الواحدة، لدرجة أن الشباب أصبحوا يقضون لياليهم في السيارات أو المحلات التجارية المجاورة، كما أن السكان لم يستفيدوا طيلة هذه السنوات من الغاز الطبيعي أو أية عملية لترميم البناية سوى بعض الأشغال لصيانة السلالم التي قاموا بها بأموالهم الشخصية، علاوة على مشكل الانتشار الكبير للرطوبة التي تسببت في إصابة العديد منهم بأمراض الحساسية.