غرق سائق سيارة أجرة مابين الولايات بمحطة محمد بوضياف بسكيكدة، يدعى ربيعات كمال 48 سنة، ينحدر من المنطقة الصناعية الصغرى بحي بوعباز، بولاية سكيكدة، الجمعة، بينما كان يحاول انقاذ ابنته ذات 13 سنة بشاطىء ليلو غير المحروس. وقائع هذه الفاجعة الأليمة حسب شهود عيان بدأت حينما هرع الأب لإنقاذ ابنته التي كانت تصارع الموت غرقا، أين ألقى بنفسه في الماء ليسقطا معا حيث جرفتهما الأمواج إلى الأعماق وقذفتهما معا إلى مكان بعيد بين الصخور لان البحر كان هائجا، وبذل غطاسو الحماية المدنية بسكيكدة جهودا كبيرة لانتشال جثتيهما بعد ساعتين من الزمن ونقلهما إلى مصلحة حفظ الجثت بمستشفى سكيكدة. وكشف جيران الضحية أن هذا الأخير صرح لهم أن ابنته سارة كانت تلح عليه بان ينقلها إلى البحر ومن عادته انه كان لا يرفض لها طلبا غير أنه في هذه المرة استغرقت محاولاتها 20 يوما وهو يرفض طلبها في كل مرة. وذكر لزميل له أنه أقسم قائلا "هذه أخر جمعة نخدم فيها سكيكدة العاصمة"، حيث كان من المقرر أن يسافر ليلة الجمعة إلى العاصمة، أين صلى صلاة الجمعة بمسجد الحي، وقبل صلاة العصر نقل ابنته سارة متوجها بها الى شاطئ مولو وهو غير متحمس لذلك، لكنه أصطدم بالاختناق المروري ليولي شطر شاطئ ليلو غير المحروس، وبعد وصوله مباشرة صلى صلاة العصر بالشاطئ، في الوقت الذي كانت ابنته سارة تلعب على رمال الشاطئ وبعد فترة من الزمن نزلت لتسبح ، وأثناء ذلك غرقت، ولحق بها والدها ليتفقدها فلم يجدها ليتبين انها تصارع الغرق، فحاول إنقاذها من الموت لكنه فشل بحكم انه لا يجيد السباحة، حيث بحث يمينا وشمالا فلم يجد من يساعده بحكم أن الشاطئ غير محروس من قبل اعوان الحماية المدنية، ليلقي بنفسه في الماء وبعد مصارعته للأمواج العاتية استسلم للموت رفقة ابنته ، وخيمت أمس حالة من الحزن والأسف على أجواء الجنازة التي حضرها العشرات من أسرة وأقارب وأصدقاء وزملاء الراحل، وكذا زملاء التلميذة سارة كانوا حاضرين في الجنازة المهيبة، التي شيعت إلى مقبرة القبية بسكيكدة، بعد ظهر السبت، حيث ووريا الثرى بعد يوم من تسليم جثمانيهما من قبل مصلحة حفظ الجثت بمستشفى سكيكدة.