تأجلت الى غاية ظهيرة السبت، عملية استلام بقايا جثة الطفلة "نهال سي محند" من المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام ببوشاوي، حيث أخرت الإجراءات القانونية العملية ومعها التنقل إلى ولاية وهران قصد تشييع جثمان الضحية إلى مثواها الأخير بمسقط رأسها وبالقرب من منزل والديها. وقد كان مقررا تنقل العائلة والأقارب وحتى بعض المواطنين الذين أرادوا مرافقة البريئة إلى محطتها الأخيرة، صبيحة أمس مباشرة بعد استلام الجثة من المعهد باتجاه ولاية وهران التي فتحت فيها العائلة بيت العزاء، إلا أن التأخر المذكور جعل العائلة تتنقل مساء أمس بعد استلامها، حيث تم انتظار بقية أفراد العائلة ليرافقوا الجثمان الى وهران، وقبل ذلك كان والدها خلال الظهيرة قد استخرج شهادة وفاة فلذة كبده ببلدية أيت تودارت ليتجه مباشرة الى المركز الاستشفائي الجامعي "محمد النذير" بتيزي وزو قصد الحصول على بعض الوثائق اللازمة لملف استلام جثة ابنته من المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجراء ببوشاوي. تأخر الإجراءات الإدارية والقانونية، أجل بدوره تنقل العائلة الى ولاية وهران في الصبيحة وحرمها ليوم إضافي من رؤية ما تبقى من البريئة "نهال" حيث عاش الجميع يوما عصيبا تحت وقع الانتظار وإشكالية التنسيق بين العائلتين في تيزي وزو ووهران. سكان اث واسيف وأغلبهم من الرجال والشباب الذين سهروا وشاركوا في عملية البحث عن الطفلة منذ اختفائها مدة أسبوعين، قرروا مرافقة العائلة لمواساتها ومساندتها في محنتها، بالوقوف الى جانبها وتشييع الملاك إلى مثواها الأخير في ولاية وهران، حيث أكد احدهم في اتصال ب"الشروق" ان منطقة واسيف ككل تشعر بالحزن والأسى وبشكل ما نشعر بالمسؤولية اتجاه ما تعرضت له الفتاة، لعل مواساتنا ووقوفنا بجانبها يخفف قليلا عنها، شاركنا في البحث واستمررنا فيه ليلا ونهارا حتى بعدما أوقفت مصالح الأمن أبحاثها الميدانية، نهال اختطفت منا وبيننا، نحن لا نستطيع أن نرسل والدتها لتعيش آخر لحظات هذا الكابوس بمفردها، سنعيش ونواجه هذا المصاب الجلل معا، وسنستمر في البحث حتى يتم توقيف الجناة ويناولوا عقابهم. والي تيزي وزو من جهته السيد "عبد القادر بوعزقي" تنقل صبيحة أمس، الى المنزل العائلي لتقديم تعازيه للوالدين والعائلة المفجوعة في فلذة كبدها، مؤكدا ان التحقيقات مستمرة والجناة سيتم التوصل إليهم مهما كلف الأمر، وقد طالبته الوالدة التي تعجز التعابير عن وصف مصابها، والتي وقفت كعادتها صامدة صابرة، طالبته بكونه ممثلا للسلطات العليا بالقصاص وتمنت أن تكون ابنتها الحلقة الأخيرة لسلسلة الاغتصاب المستهدف للبراءة، وان تكون السبب في الأخذ بحق من سبقوها من أبرياء قتلوا ونكل بهم ظلما وقهرا. مغادرة الموكب الذي يحمل العائلة وكذا مرافقيها الى ولاية وهران، جعل الحزن والخوف يلقيان بظلالهما على ولاية تيزي وزو ككل، والحسرة تخيم على قرية آيت علي التي تنطق كل زواياها بتفاصيل فاجعة اهتز لها الوطن، فهل سيشفي القبض على المجرمين جراح العائلة وغليل المقهورين؟
وقفة احتجاجية بوهران لمساندة عائلة "نهال" نظّم، صباح أمس، مجموعة من سكّان ولاية وهران، وقفة احتجاجية أمام مقر مسكن عائلة الطفلة سي محند نهال بحيّ "الكميل" الشعبي، شارك فيها نساء ورجال وأطفال، أين طالبوا بتطبيق عقوبة الإعدام في حق مرتكبي الجريمة الشنيعة ووقف الانتهاكات التي تطال الطفولة بالجزائر من خلال اتخاذ إجراءات ردعية.. وطالبوا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالتدخّل، مبدين تخوّفهم من تعاظم ظاهرة اختطاف الأطفال وقتلهم في الجزائر. وتجمّع العشرات من الأطفال أمام مسكن نهال، حاملين ملصقات وأوراقا كتبوا عليها شعارات مختلفة بخطّ أيديهم منها: "كلنا نهال".. "نطالب بعقوبة الإعدام" وغيرها من الشعارات التضامنية.
أطفال باتنة في وقفة تضامنية مع عائلة نهال نظم، أمس، سكان بلدية تاكسلانت ولاية باتنة، وقفة تضامنية مع عائلة الطفلة البريئة نهال التي تم اختطافها وقتلها بطريقة بشعة بولاية تيزي وزو وكانت مكونة من أطفال صغار. وطالب العشرات من الأطفال المتجمهرين بتسليط عقوبة الإعدام على قتلة الأطفال معتبرين أن تنفيذ الإعدام هو السبيل الوحيد لتوقيف المسلسل الإجرامي الذي يستهدف براعم الجزائر. وكان عدد منهم ذكّروا بقضية الطفل المغيب حليم حيرش الذي اختفى منذ ثماني سنوات كاملة بقرية تيفران ببلدية سفيان المجاورة بقلب ويلاة باتنة، ما رجح عملية اختطافه من دون أن يظهر له أثر، داعين لحل اللغز المحير الذي ترك حرقة لدى أهله وعند أطفال البلديات المجاورة.