بعد أسبوعين من البحث المستمر عن الطفلة نهال سي محند المختطفة منذ 21 جويلية الماضي على مستوى قرية آث علي ببلدية آيت تودارت الواقعة على بعد 40 كلم جنوب ولاية تيزي وزو، انتهى أمل عودتها سالمة معافاة بعد التأكد من وفاتها، وذلك بعد العثور على بقايا هيكل عظمي أكدت نتائج التحاليل أنها تعود للبريئة نهال. السيد تاخروبت فضيل وكيل الجمهورية لدى محكمة واسيف بولاية تيزي وزو، أعلن يوم الخميس خلال ندوة صحفية، عن خبر وفاة الطفلة نهال سي محند البالغة من العمر 3 سنوات، والمختفية منذ 21 جويلية المنصرم، وذلك بعد الحصول على نتائج تحليل الحمض النووي حول المؤشرات التي تم العثور عليها، والتي أكدت أنها تعود للطفلة المفقودة. وكيل الجمهورية ذكر في بيان قرأه على الصحافة المحلية، أنه منذ 21 جويلية المنصرم تاريخ الإعلان عن اختفاء نهال سي محند وذلك لحظة وصولها رفقة عائلتها من ولاية وهران إلى قرية آيت عبد الوهاب بواسيف، والتي تلاها إيداع شكوى من طرف عائلتها لدى مصالح الدرك الوطني لبلدية آيت تودارت، قامت الجهات القضائية بتفعيل مخطط وطني لمجابهة قضية اختفاء نهال، متبوع بعملية تسخير المصالح المختصة واستغلال كل الإمكانيات المادية والبشرية ومباشرة التحريات والبحث للعثور على الطفلة نهال في أقصر وقت ممكن. وتمكنت عناصر الدرك المتكونة من فصيلة الأبحاث لعناصر الدرك الوطني لتيزي وزو وفرق كتيبة الدرك لعين الحمام المدعمة بالوحدات الإقليمية المختصة، في إطار عملية البحث عن نهال، تمكنت من العثور على بقايا هيكل عظمي في مسرح الجريمة بأحد الحقول التابعة لقرية "مشرك". يضيف السيد وكيل الجمهورية أنه تم على خلفية اكتشاف بعض المؤشرات، تكليف أخصائيين من معهد الأدلة الجنائية للدرك الوطني ببوشاوي، قاموا برفع كل الآثار والأدلة من مسرح الجريمة لإخضاعها للتحاليل. وبحزن وأسى أعلن وكيل الجمهورية عن النتائج التي حصلت عليها المحكمة من معهد الأدلة الجنائية، التي تؤكد أن المؤشرات التي تم العثور عليها تعود، للأسف، للطفلة نهال، حسبما أظهرته تحاليل الحمض النووي بعد أربعة أيام من اكتشافها، قائلا: "هذا ما يمكن قوله إلى حد الساعة حول ما أسفرت عنه التحريات الأولية حول قضية اختفاء نهال"، مؤكدا أنه تم على خلفية هذه النتائج تسخير كل الإمكانيات والوسائل المتاحة للتحري حول الواقعة التي جنّدت لها مصالح الأمن والعدالة والتي ستقوم بما في وسعها لإنارة الرأي العام حول ظروف اختطاف نهال، وأنه سيتم إعلام عائلة الطفلة أولا، ثم الصحافة والمجتمع ثانيا. كما قال إن التحريات متواصلة، وأنه في حال وجود جديد في القضية سيتم تنظيم لقاء صحفي، موضحا أنه لا يمكن إعطاء تفاصيل أخرى حفاظا على سرية التحقيقات ونظرا لخطورة الوقائع. سكان قرية آث علي نظموا تجمعا أمام مقر محكمة واسيف موازاة مع عقد هيئة المحكمة لقاء صحفيا، حيث طالبوا بتسليط الضوء على قضية اختطاف نهال وتوقيف مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء التي هزت منطقة القبائل والجزائر ككل. خبر تطابق نتائج بقايا العظام مع الطفلة نهال هز الرأي العام الجزائري، الذي تتبّع الأحداث منذ أسبوعين، فبعد مرور 11 يوما على اختفائها عُثر على فستان ملطخ بالدماء بغابة مجاورة للقرية وتحديدا بالمكان المسمى "أزغار"، وذلك في إطار عملية البحث التي باشرتها كل من مصالح الدرك الوطني وسكان قرى بلدية آيت تودارت ودائرة واسيف منذ 21 جويلية، والذي كان المؤشر الأول لتعمق البحث والتحري عبر تكثيف مصالح الدرك الوطني عناصرها التي طوّقت وحاصرت قرية آث علي والقرى المجاورة، ومنعت دخول المواطنين؛ في عملية غايتها حصر كل الأدلة بغية استغلالها في إثبات أو نفي فرضية أن تكون نهال قُتلت، ليتم اكتشاف جمجمة وشعر بالمكان المسمى "أزغار"، لينتهي مسلسل البحث عن نهال في ثلاثة أيام متتالية، وذلك بعد اكتشاف يوم 1 أوت الجاري، بقايا هيكل عظمي، تبين بعد إخضاعها لتحاليل الحمض النووي، أنها تعود لنهال.نهاية مأساوية للطفلة البريئة صاحبة 3 سنوات، التي حوّلت فرحة العائلة التي قدمت من وهران إلى قرية آث علي بتيزي وزو لمشاركة أقاربها فرحة زواج أحد أفراد العائلة، إلى كابوس. توافد جموع من المعزّين وتضامن شعبي مع عائلة سي محند مباشرة بعد تلقّي عائلة سي محند خبر وفاة نهال انتشر الخبر كالنار في الهشيم وغصت قرية آث علي وتحديدا منزل عائلة سي محند، بجموع من المواطنين الذين قدموا من مختلف قرى وبلديات الولاية لتقديم واجب التعازي والوقوف مع العائلة في هذه الأوقات العصيبة التي نزلت عليها كالصاعقة. وقد خيّم جو من الحزن والأسى على القرية ودائرة واسيف ككل، كما انهار جميع أفراد عائلة نهال وأقاربها؛ إذ لم يستطيعوا هضم الخبر، فبالرغم من تناول بعض وسائل الإعلام منذ يومين خبر وفاة الطفلة بعد العثور على بعض المؤشرات، إلا أن العائلة كانت تعيش على بصيص الأمل بأن تعود نهال إلى أسرتها، لكن الحلم تبخر بعدما أظهرت نتائج التحليل النووي أن ما عُثر عليه يعود للطفلة المختفية نهال. خبر مقتل نهال يفجع جيران عائلتها بوهران وقع أول أمس، خبر العثور على الطفلة نهال ذات الأربع سنوات مقتولة كالصاعقة على جيران العائلة بحي فاليرو بوهران، حيث خيّم الحزن والأسى على الجميع بعد أيام عاشها الجيران في ترقب وتتبع لمختلف وسائل الإعلام الوطنية، والتواصل مع أهلها بولاية تيزي وزو على أمل أن تظهر الطفلة وتعود سالمة لحضن والديها، إلى أن تأكد أول أمس خبر مقتلها. إحدى جارات العائلة بوهران السيدة فوزية عبّرت ل«المساء" عن حزنها واستيائها الشديدين من ظاهرة اختطاف البراءة وقتلها، فقد جاوروا عائلة سي محند جد نهال من الأب منذ سنوات طويلة لم يصدر عنهم إلا كل خير، فلماذا يفجعونهم في فلذة كبدهم بدون رحمة. نفس التصريح أبداه جار أخر للعائلة، متأسفا لحادث اختطاف ومقتل نهال الطفلة الصغيرة التي لا تزال ابتسامتها لم تفارق مخيلته.قال الجار "إن حادثة نهال أيقظت الخوف في نفوسنا على أبنائنا، وأصبحنا لا ندري على من سيأتي الدور في المرة المقبلة، يجب تطبيق عقوبات صارمة على مرتكبي الجرائم ضد الأطفال الأبرياء ليكونوا عبرة لغيرهم "، متمنيا من الجهات الأمنية السهر ليل نهار من أجل القبض على مرتكبي هذا الجرم الشنيع والقصاص منهم. مقتل الطفة نهال لم يدم قلوب جيرانها وأحبّتها بوهران أو تيزي وزو فقط، بل أبكى قلوب كل الجزائرين قبل عيونهم، وإذا كنّا اليوم ننعيك يا نهال فإننا ننعي البراءة فيك التي اغتالتها أياد إجرامية لوحوش بشرية لم ترحم ضعفك ولا فاجعة والديك وأهلك وأحبّتك فيك، وزادتك رقما جديدا في تعداد قائمة من سبقوك، ولا يسعنا إلا أن نقول ما قاله الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يانهال لمحزونون.