احتضن، شاطئ المركب السياحي "الحماديين" ببلدية "تيشي"، الواقعة بالساحل الشرقي لبجاية أمس، الطبعة الثانية من المهرجان الشعبي الهندوسي للألوان "هولي"، بمشاركة معتبرة لشباب قدموا من مختلف ولايات الوطن، ووسط انتقادات لاذعة للتظاهرة، من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمجتمع البجاوي. ليسجل المهرجان بذلك عودته للسنة الثانية على التوالي إلى الولاية، بعد الطبعة الأولى المنظمة الصيف المنصرم، بشاطئ الساكت بالساحل الغربي للولاية. لبى المئات من الشباب القادمين من مختلف ولايات الوطن، نداء منظمي مهرجان "هولي" للألوان، وقدموا إلى شاطئ الحماديين بتيشي، بداية من العاشرة صباحا، للمشاركة في مهرجان الألوان، الذي تحول مؤخرا إلى تقليد "دخيل"، على المجتمع البجاوي، حيث قام المنظمون منذ ساعات الصباح الأولى، بفتح شباك على مستوى الشاطئ، لشراء تذاكر الدخول الخاصة بالمهرجان، التي بلغ ثمنها ألفي دينار بالنسبة إلى المتخلفين، ليزود بعدها كل شاب بقميص وسوار لليد وكذا 3 أو 4 أكياس خاصة بالألوان التي يتم التراشق بها، التي طغى عليها في الغالب اللون الأزرق الذي يعني حسب زعمهم انفتاح الجزائر على البحر، الأخضر رمز الثروة الغابية، وكذا الأصفر أو البرتقالي، الذي يعكس لون الرمال بالصحراء بالإضافة إلى اللون الأحمر، الذي يزعم المنضمون أن فيه تجسيدا لحب الوطن، خاصة أن المهرجان يهدف أساسا حسبهم إلى بعث رسائل السلم، السلام والتسامح وغرسها في الثقافة الفكرية للمجتمع. كما جند المنظمون حافلات، لنقل الشباب المشارك إلى الشاطئ تنطلق ابتداء من الإقامة الجامعية "إرياحن". قبل أن يتحول الشاطئ لحظات بعدها، إلى ساحة كبيرة للاختلاط، وسط تراشق بالألوان والأصبغة ورقص على عديد الأنغام. صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بالمهرجان، أوضحت أن طبعة هذا العام ستكون أكثر تألقا من سابقتها، من خلال إشراك العديد من الفنانين والجمعيات، وكذا المشاركة الواسعة للشباب والتي ينتظر بلوغها ال4 آلاف شاب، فضلا عن توسع قائمة النشاطات الرياضية والترفيهية المسجلة بالشاطئ، على غرار تنس الشواطئ وكرة الطائرة الشاطئية وغيرها، التي سيستمتع بها الشباب من العاشرة صباحا إلى الثامنة مساء. ومعلوم أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كانوا قد شنوا ومنذ مدة حملة شرسة ضد هذا المهرجان، داعين العائلات إلى العمل على إبقاء بناتها في منازلها، كما اعتبرت صفحات أخرى، أن هذه العادة بعيدة كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي، فيما أوضحت العديد من أوساط المجتمع البجاوي، تبرؤها التام من هذا التقليد الذي لا يعكس إطلاقا هذه المنطقة المحافظة، معبرة عن استهجانها من المظاهر المخلة بالحياء والتفسخ المرافق لها، على غرار اللباس غير المحتشم، والرقص المختلط، مؤكدة أن هذه الأخيرة بعيدة كل البعد عن تقاليد و"حرمة" المجتمع البجاوي، الذي ارتوى من نبع تعاليم الدين الإسلامي والحضارات المتعاقبة عليه. كما عبرت عائلات بجاوية عديدة، عن منع أبنائها من المشاركة، بعد الصدمة الكبيرة التي تعرضت لها العام المنصرم بانتشار صور المشاركين، على نطاق واسع عبر صفحات التواصل الاجتماعي والتعاليق المشينة المرافقة لها. وتجدر الإشارة أن مهرجان "هولي" للألوان هو مهرجان شعبي هندوسي، يحتفل فيه بقدوم الربيع ليلة اكتمال القمر، حيث يتراشق فيه السكان بالألوان تعبيرا عن فرحتهم بنهاية الشتاء وقدوم الربيع، قبل أن يمتد هذا الأخير إلى عدد من الدول منها العربية على غرار تونسوالجزائر حيث احتضنت بجاية الطبعة الأولى العام المنصرم لينتشر بمناطق أخرى من الوطن قبل العودة إليها هذا الموسم.