عادت الطقوس الدخيلة على المجتمع الجزائري إلى الواجهة من جديد عبر بوابة بجاية، جرّاء ردود الفعل القوية المندّدة بهكذا احتفاليات غريبة؛ لا تمتّ للدين الإسلامي بصلة، وفي مقدمتها ما اصطلح عليه بمهرجان الألوان وهو طقس ديني هندوسي يسمى ب"عيد هولي"، وتعني هذه العبارة بالإنجليزية "العيد المقدس". بالرّغم من الانتقادات اللاذعة التي طالت، مؤخرا، منظمي مهرجان "هولي" الهندوسي في عدد من ولايات القطر الوطني والمشاركين فيه، تكرّر السيناريو في بجاية، حيث تجري تحضيرات استعدادا لاحتضان المدينة لمهرجان الألوان. وحدّد المنظمون تاريخ 13 أوت للاحتفال بهذا العيد الدخيل عن عادات وتقاليد الجزائريين. هذا المهرجان يحمل مسميات عدّة على غرار: "احتفالات الربيع" و"احتفالات الألوان" ويسمى بالهندية "هولي"، يقام سنويا في الهند والنيبال، ويبدأ ليلة اكتمال القمر. في هذه الاحتفالات تغطى الشوارع بألوان قوس قزح بالقماش والبالونات، إذ يخرج السكان إلى الشوارع في ملابس زاهية، ويبدؤون برمي بعضهم البعض بمساحيق الملونة، وهم يغنون بأعلى صوتهم. ويعود هذا التقليد المزعوم، إلى خرافة وثنية مفادها أن الإله "كريشنا" الذي يقال بأنه كان يغار من بشرة توأمه البيضاء، اشتكى إلى أمه من بشرته الداكنة، وكان ردّ أمه أن طلبت منه رش وجه توأمه المدعو رادا بالألوان، حتى يغير لون وجهه باللون الذي يريده. ومنذ ذلك الحين اكتسبت هذه اللعبة شعبية وتحولت مع الوقت إلى تقليد، ثم إلى مهرجان معترف به لدى الهنود، لينتقل إلى البلدان العربية كتونس والجزائر. وكان مهرجان "الهولي"، قد أقيم أول مرّة بالجزائر بشاطئ غرب بجاية، بمشاركة وحضور مئات الشباب وحتى النساء والكهول والأطفال في أجواء من الفرح على الطريقة الهندية لكن هذه المرة بين أحضان يما ڤورايا. وسط انتقادات أطلقها رواد الفيسبوك، الذين وصفوا اللباس الذي يرتدي المشاركون في الهولي بالغريب. هذا الاحتفال الهندوسي لم يقتصر فقط على بجاية بل تعداها إلى تلمسان وبالتحديد الجامعة، عندما قام، قبل أشهر، ناد علمي بقسم اللغة الإنجليزية بالقطب الجديد بجامعة أبي بكر احتفالية، "مارطون الألوان"، شارك فيها ما يزيد عن 1200 طالب وطالبة من مختلف الكليات بالجامعة وبحضور رئيس الجامعة والسفير الإسباني بالجزائر آليخاندرو بولانكو ماتا، أين قام المشاركون بالتراشق بمختلف الألوان على طول المضمار المخصص لهم والتي قدرت مسافته ب5 كلم. وفي عنابة كان المشهد مغايرا، عندما شنّ رواد مواقع التواصل الاجتماعي في فيفري الفارط، حملة تنديد واسعة بمهرجان "هولي" الذي كان مزمعا إقامته بأحد شواطئ الولاية. وإذا كان مبّرر منظمي "الهولي" والمشاركين فيه، هو إشاعة الفرح وتطليق الهموم، فإنّه في المقابل حمل بين ثناياه طقوس وألبسة غريبة، فضلا عن الاختلاط بين الجنسين، والترويج للفكر الخرافي والأسطوري بين مكونات المجتمع.