قال مصدر مطلع "للشروق اليومي" أن الجهة الرامية إلى تنظيم مهرجان الألوان في ولاية عنابة لم تتراجع عن تنظيمه، بل إنها قامت فقط بتأجيله بعد الضجة التي أثيرت حوله، والربط بينه وبين مهرجان الألوان "هولي أو ديوالي" في الهند، وبعض الدول الآسيوية، الذي تعقد احتفالاته تزامنا مع قدوم موسم الربيع كل سنة. ونفى المصدر الذي تحفظ على ذكر هويته، الرّبط بين الاحتفال المبرمج والطقوس الهندوسية التي تقوم على الاحتفال بهذا العيد عند اكتمال القمر في الشهر الثاني عشر حسب التقويم الهندوسي المصادف للفترة ما بين نهاية فيفري وبداية مارس حسب التقويم الميلادي، أين تمتزج الاحتفالات بصبغة دينية واجتماعية رمزية تهدف إلى التخفيف من وطأة الطبقية في المجتمع الهندي الذي يتراشق أفراده على اختلاف طبقاتهم في هذا اليوم بالألوان والمياه الملونة، قائلا بأن المنظمين الذين سيقيمون الاحتفال في أحد المنتجعات السياحية بالكورنيش العنابي، لا يسعون إلى تقليد أحد، ولكن الأمر فقط يتعلّق بنشاط ترفيهي سياحي بالدرجة الأولى يتم فيه تقاذف الألوان في جو من المرح وسط الشباب على حد قوله. أما جبهة العدالة والتمنية فرفعت إلى السلطات الولائية مرة أخرى، نداء بوقف تنظيم ما وصفته "بالمهزلة والفضيحة الأخلاقية" المزمع تنفيذها على تراب الولاية، على اعتبار أن فكرة هذا النشاط الذي يزعم فيه الترويج للسياحة، مستوحاة من ثقافة دينية هندوسية لا تمت بصلة لديننا أو ثقافتنا ومجتمعنا بصلة، بل إنها غطاء للفسق والانحلال الأخلاقي المقنّن والمرخص تحت غطاء السياحة والثقافة على حد قول الحزب، الذي دعا والي الولاية ومديرية السياحة والأئمة ونشطاء المجتمع المدني للتصدي لمثل هذه الأفكار الشاذة والغريبة عن مجتمعنا. وقد أشار الحزب في بيانه، إلى تنظيم هذا المهرجان العام الماضي في ولاية بجاية، أين تم استغلاله بطريقة مشينة لإشباع الرغبات والنزوات من قبل الطبقة التي أقدمت على المشاركة فيه. جدير بالذكر أن مهرجان الألوان انتقل إلى عدد من الدول الأوروبية وأمريكا مع انتشار الجالية الهندوسية في العالم، إذ أصبح الاحتفال بتقاذف الألوان في الربيع رمزا للسعي نحو التغلب على الفجوة بين الاجتماعية بين مختلف أطياف المجتمع، بغض النظر عن رمزيته الدينية التي تحيي ليلة حرق الشيطان "هوليكا" وتغلب الخير على الشر قبل قرون غابرة حسب التراث الهندوسي.