أعلن "محمد صالح بوزريبة" المدير العام للوكالة الوطنية لترقية وعقلنة استعمال الطاقة، الأحد، عن خطة لمنح "قروض خضراء" خاصة بتمويل النجاعة الطاقوية للسكنات الحديثة، وتحدث "بوزريبة" عن حراك جار مع بنك عمومي لتجسيد المشروع. في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية، أفاد "بوزريبة" أنّ وكالته تتواجد في مفاوضات متقدمة مع بنك عمومي لم يكشف عن اسمه، وتمنى المسؤول ذاته أن توفر البنوك تخفيضات لصالح هذه القروض الخضراء بشكل مغاير عن القروض العقارية الاعتيادية، منوّها بأنّ البنوك العمومية والخاصة بدأت بالتفكير في هذا النوع من التمويلات. ورجّح "بوزريبة" أن تمسّ هذه القروض في مرحلة أولى الخواص قبل تعميمها على سائر الشركات والإدارات، وربط المسؤول ذاته الحصول على "القرض الأخضر" بتوجّه المهتمين نحو مكاتب دراسات أو هندسة لإعداد المخططات، وهي محطة تمهيدية قبل رفع الطلبات إلى البنوك.
دفع إنتاج المواد العازلة أبرز "بوزريبة" أنّ ترسيم القروض الخضراء سيكون له الأثر الإيجابي على تشجيع الإنتاج الوطني للمواد العازلة في البناء والتجهيزات المستعملة، وتستوعب الصناعة المحلية حاليا في حدود عشرة آلاف سكن كل عام، ومن شأن ترسيم القروض الخضراء أن يوفّر آلية تمويلية ملائمة للنجاعة الطاقوية في مجال البناء. وحثّ "بوزريبة" البنوك على الاندراج في مسار يتيح ترقية وعقلنة استعمال الطاقة، مشيرا إلى أنّ الخطوة ستفرض كلفة إضافية تصل إلى عشرين بالمائة، في وقت يشكو قطاع البناء من نقص التمويل بسب غياب العروض البنكية، ما يعني أنّه لا يمكن لشخص أو مقاولة تمويل بناء منزل أو مقر اجتماعي أو تجديد مبنى قديم بإدماج النجاعة الطاقوية إلا بأموال ذاتية. وتبرّر البنوك عادة ترددها في منح التمويلات بصعوبة تقييم مردودية هذا النوع من المشاريع التي تخطوا خطواتها الأولى في الجزائر.
السعر الرخيص وراء "التبذير" شأن معوقات عقلنة استهلاك الطاقة في الجزائر، أرجع "بوزريبة" المسألة إلى تدني القيمة، قائلا: "عندما تكون الطاقة معروضة بسعر رخيص، فإنه يتم تسجيل تبذير والعكس صحيح". وكحل بديل، ألّح "بوزريبة" على أهمية تحسيس المستهلكين وضرورة تطوير الصناعة المحلية للتجهيزات التي تستهلك طاقة أقل من خلال إشراك المنتجين المحليين وتوفير الإطار القانوني الذي يسمح بتطور هذه الصناعة. وأشار المتحدث أيضا إلى حتمية إلزام مستهلكي الطاقة بشكل كبير على غرار الشركات الكبرى الصناعية، بتطبيق التوصيات المتعلقة بالطاقة والنجاعة الطاقوية.