واصل الدينار الجزائري انهياره أمام باقي العملات الأجنبية، فبعدما وصل سعر عملة اليورور في السوق الموازية بأغلب ولايات الشرق الجزائري، إلى حدود 183 دج، تجاوز سعر الدينار التونسي في اليومين الماضيين مبلغ 80 د.ج وهو ما اعتبره بعض تجار العملة سابقة في تاريخ تحويل العملتين، وأرجع بعضهم التهاب أسعار اليورو هذه الأيام إلى اقتراب موسم الحج وإقبال الحجاج على اقتناء العملة الصعبة من السوق الموازية، في ظلّ عدم تجسيد الحكومة لتعهداتها برفع منحة السفر في البنوك. كما أن التهاب سعر صرف الدينار التونسي، في السوق الموازية يرجع أساسا إلى الإقبال المتزايد للمواطنين الجزائريين على الحدود التونسية بغرض قضاء أيام من عطلتهم الصيفية في الفنادق والمنتجعات السياحية بالمدن التونسية، ما تسبب في ندرة العملة التونسية عبر العديد من الأسواق الموازية بالولايات الداخلية وحتى الولايات الحدودية التي تشهد هذه الأيام اضطرابات على مستوى مراكز العبور، إلاّ أن ذلك لم يمنع المواطنين من السفر إلى تونس لقضاء الأيام الأخيرة من العطلة الصيفية قبيل الدخول الاجتماعي مطلع شهر سبتمبر المقبل. وفي سياق متصل ذكر مختصون في الشؤون المالية والاقتصاد أنه من المرتقب أن يتعافى سعر الدينار الجزائري خلال الأيام القليلة الماضية، في السوق الموازية بعد انقضاء العطلة الصيفية وتراجع عدد المسافرين إلى تونس، وكذا انتقال الحجاج الجزائريين إلى مكّة المكرمة لأداء مناسك الحج. وقد بلغت ذروة حركة الجزائريين المتوجهين إلى الأراضي التونسية، أوجّها خلال هذا الأسبوع، بحسب بعض أصحاب وكالات السفر والسياحة، والذين طالبوا التونسيين بضرورة التجاوب مع الوفود الجزائرية من حيث تحسين نوعية الخدمات وتفضيلهم على الأجانب، لأن السياحة التونسية في حاجة ماسة لاستقطاب السياح الجزائريين، خاصة بعد انتفاضة بعض سكان الشريط الحدودي وإقدامهم على غلق بعض مراكز العبور بين البلدين على غرار مركز بوشبكة بولاية تبسة ومركز لحدادة بولاية سوق أهراس، لمطالبة السلطات الجزائرية بالتدخل لدى نظيرتها التونسية لإلغاء الضريبة المفروضة على دخول المركبات الجزائرية إلى الأراضي التونسية والمقدرة ب30 دينارا تونسيا أي ما يعادل نحو 2400 د.ج عن كل مركبة.