الجزائريون في صدارة الزوار الأجانب حسب وزارة السياحة التونسية دشّن الجزائريون مبكرا "موسم الحج" إلى تونس لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية، حيث تشهد المراكز الحدودية بكل من الطارف وسوق أهراسوتبسة والوادي حركية استثنائية صنعها التدفق القياسي للمواطنين من ولايات الشرق والوسط والغرب والجنوب نحوالجارة الشرقية في عزّ التحديات الأمنية التي يمر بها هذا البلد.ويرتقب أن يتجاوز عدد الجزائريين الذين زاروا تونس خلال السنة الجارية 1.6 مليون سائح ليحتلوا بذلك صدارة الوافدين الأجانب حسب وزارة السياحة التونسية. على بعد أيام قليلة من حلول رأس السنة الميلادية الجديدة انتعشت الحركة المرورية بشكل لافت على طول الطرق المؤدية إلى المعابر البرية بولايات الشرق، حيث تصطف السيارات السياحية والمركبات والحافلات في طوابير طويلة تنتظر دورها بالعبور نحومكاتب شرطة الحدود ومصالح الجمارك لاستنفاذ إجراءات السفر الروتينية نحوالجمهورية التونسية.وقبل الوصول إلى النقاط الحدودية يمر السائقون بعدّة حواجز أمنية ونقاط تفتيش لمصالح الدرك الوطني والشرطة انتشرت بكثافة هذه الأيام في إطار مخطط أمني استثنائي لتأمين تنقلات الجزائريين نحوالوجهة التونسية بمناسبة العطلة الشتوية وعطلة "الريفيون". تعزيزات أمنية مشدّدة ورصدت "البلاد" التي قامت بجولة إلى معبري العيون وأم الطبول بولاية الطارف حجم التعزيزات الأمنية التي ميّزها تحليق متقطّع لمروحيات الجيش والدرك الوطني في مؤشر على أن ما يحدث في كل شبر بهذا الإقليم الحدودي هوتحت منظار قوات الجيش الوطني الشعبي. وقد خلفت هذه التدابير ارتياحا كبيرا لدى السياح الجزائريين لدرجة أن الحركة المرورية لا تنقطع طيلة النهار وحتى في الساعات المتقدمة من الليل والفجر حسب مسؤول أمني تحدث للجريدة عند نقطة تفتيش بمدينة القالة. وبالمركز الحدودي أم الطبول أوضح مسؤول بالجمارك أن مصالحه كانت على استعداد تام لاستقبال العدد الهائل من الجزائريين العابرين نحو تونس وتوقعت زحفهم الجماعي طيلة العطلة الشتوية، على اعتبار حسبما أضاف أنه في عز موسم الهجرة السياحية إلى المدن التونسية لقضاء عطلة رأس السنة، ونفس الاستعدادات المادية والبشرية اتخذتها مصالح شرطة الحدود، ومنها على الخصوص إلغاء إجازة هذه العطلة لأعوان الجمارك وشرطة الحدود تحسبا لهذا الموعد السنوي، وفي إحصائية أولية تجاوز عدد العابرين نحوتونس نهاية يوم الخميس المنقضي 2500 شخص و800 سيارة أكثرهم عبر معبر أم الطبول بأقل درجة عبر معبر العيون. ويتوجه معظم الجزائريين الذين يقصدون تونس هذه الأيام برا إلى المركزين الحدوديين أم الطبول والعيون بولاية الطارف، في حدود الساعة الرابعة فجرا بهدف إتمام إجراءات الدخول في ظرف قياسي، لكن بمجرد الاقتراب من الموقع، تكتشف أنك لست الوحيد الذي يفكر بهذه الطريقة وأن هناك العشرات من المسافرين قد سبقوك إلى هناك، لتجد نفسك وسط الطابور تنتظر دورك والذي قد يصل إلى3 ساعات، وقد نجح إلى حد كبير تسخير الإمكانيات البشرية والمادية لمصالح شرطة الحدود ومصالح الجمارك الجزائرية في احتواء هذا الضغط، من خلال تسهيل وسرعة الإجراءات لتفادي متاعب ومعاناة العابرين. وقد مكنت الإجراءات التي اتخذتها المديرية العامة للأمن الوطني لتسهيل عبور المسافرين الجزائريين باتجاه تونس من المعالجة القياسية لملفات المواطنين. وأضاف المسؤول أن هذه الإجراءات تتمثل بالأساس في إلغاء العمل ببطاقة الشرطة وزيادة عدد شبابيك المراقبة الحدودية التي انتقلت بمركز العبور البري للحدادة (سوق أهراس) مثلا من 4 إلى 6 شبابيك وإنشاء فضاءات لراحة المسافرين وتخصيص جناح لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.ومن أجل ضمان سرعة معالجة حركة عبور المسافرين تم وضع أجهزة أشعة ما فوق البنفسجية التي تستعمل في مراقبة احتمال تزوير جوازات السفر ووثائق الهوية وجهاز "الدوكيبوكس" وهوجهاز جد متطور يسمح باكتشاف كل عملية تزوير قد تطال جوازات السفر حسب ما أشار إليه نفس المصدر. وقد عبر بعض المسافرين الذين عبروا المراكز الثمانية التابعة لمصلحة شرطة الحدود البرية الكائن مقرها بسوق أهراس التي تشرف على مراكز كل من لحدادة وأولاد مومن (سوق أهراس) وبتيتة وبوشبكة ورأس العيون والمريج ومطار العربي التبسي (تبسة) وأم الطبول والعيون (الطارف) عن ارتياحهم للإجراءات المتخذة في هذا الشأن ما مكن من تقليص مدة العبور إلى ما بين 30 ثانية ودقيقة واحدة. تهيئة ظروف الاستقبال بمعابر تونس وبمعبر "ملول" الحدودي التونسي كشف ضابط بشرطة الحدود التونسية في تصريح ل"البلاد" أن "الإنزال الجزائري في تونس لم يتأثر بمتغيّرات المشهد الأمني إطلاقا بل بالعكس تتزايد أعدادهم يوما بعد يوم وهذه الجزئية لها ما يبرّرها فموسم إقبال السياح الجزائريين إلى تونس بمناسبة رأس السنة الميلادية كان محل اهتمام السلطات التونسية العليا، لما يمثله من مصدر إنعاش للسياحة، حيث تمت تهيئة ظروف الاستقبال وتحسين الخدمات، وأكثر من ذلك عقلنة الأسعار بما يخدم السياح الجزائريين بصفتهم زبائن دائمين للسياحة التونسية". وتابع المتحدث أن "السلطات الحكومية وبالتنسيق مع وزارة السياحة قامت باتخاذ جملة من التدابيرالأمنية، ومن ذلك تعزيز شبكة الطرقات الحدودية بالتواجد الأمني المكثف كما هوالشأن للمناطق العمرانية والسياحية التي يقصدها ضيوف هذا الموسم وخاصة الجزائريون، بناء على معطيات مدققة لحركة تنقل الجزائريين وإقامتهم حسب بيانات وجهت لهم بموجب اتفاقيات مسبقة مع وكالات السياحة والأسفار والفنادق والمركبات السياحية". انتعاش سوق العملات من جانبهم، فإن تجار العملة التونسية وعملة الأورو والدولار الأمريكي بالبلديتين الحدوديتين أم الطبول والعيون كانوا في الموعد لاستقبال زبائنهم وسجلت عملية التداول ارتفاعا طفيفا عما كانت عليه قبل العطلة الشتوية ومن ذلك 100 دينار تونسي مقابل 750 الى 800 دينار جزائري و100 أورو مقابل 18200 دينار جزائري، وتشهد الخدمات العمومية على مستوى المعبرين تحسنا مقارنة بالمواسم السياحية السابقة بعد إنجاز مشاريع توسيع وتهيئة وتجهيز المعبرين الحدوديين رغم عدم اكتمال بعض المشاريع خاصة في أم الطبول. وخلال جولة "البلاد" على شبكة المحاور الحدودية، استوقفت بعض الشباب والعائلات الجزائرية خلال رحلتهم إلى تونس، وردا على سؤال عما إذت كان لهم مخاوف من الهاجس الأمني في تونس، أجمعوا بأن التهديدات الإرهابية لا تخيفهم لان الرضوخ لهذه الجماعات سيساهم في تقوية شوكتها بما يهدد كيان المجتمع والدولة على حد سواء والدليل أنهم اليوم يتحدّونها ببرمجة رحلاتهم السياحية وأن وكالات الأسفار والسياحة التونسية وأصدقاءهم من أصحاب الفنادق التي اعتادوها صيفا وكل سنة في رأس السنة الميلادية أضفوا تنويعا على في برامجهم السياحية المعدة لرحلتهم الشتوية بالتنسيق المباشر مع أعلى السلطات الأمنية لضمان عطلة آمنة ومريحة عبر كل المواقع السياحية. من جهتها، فإن الوكالات والمرافق السياحية التونسية حسب خبير سياحي من عنابة على علاقة بالحجوزات السياحية، تفاجأت هي الأخرى بهذا الهجوم البشري على المدن التونسية السياحية التي أضحت قبلة المصطافين الجزائريين وتبقى الوجهة المفضلة لديهم بحكم مرافقتهم بسياراتهم وأن المواقع السياحية التونسية أضحت بمثابة "حومتهم" الجزائرية بتونس ومحج جميع الجزائريين من مختلف مدنهم داخل الوطن، وحتى الأشقاء التونسيين أضحت طقوسهم في "الريفيون" وحتى خلال العطل الصيفية لا طعم لها دون تواجد السياح الجزائريين.