بدأ الجيش التركي بإرسال تعزيزات عسكرية تشمل دبابات وعربات مدرعة إلى الحدود السورية، لدعم عمليات "درع الفرات" التي تقودها وحدات من القوات الخاصة التركية بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي ضدّ تنظيم "داعش" الإرهابي، وهو الأمر الذي أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدعوى أنها تهدف إلى محاربة تنظيمات إرهابية. وأوضح أردوغان في العاصمة أنقرة، أن العملية، التي أطلق عليها اسم "درع الفرات"، "تستهدف المنظمات الإرهابية مثل "داعش" و"ب ي د"، تعتبر تركيا المنظمة تنظيما إرهابيا وهي امتداد لمنظمة "بي كا كا" الكردية في سوريا. وأضاف أردوغان أن عملية "درع الفرات" بدأت لوضع حد للهجمات التي تستهدف تركيا من داخل الأراضي السورية، وأشار إلى أن بعض الأشخاص (لم يسمهم) يتحدون تركيا، ويقولون إن سوريا ستمثل مشكلة بالنسبة لتركيا، ووجه أردوغان كلامه إلى هؤلاء قائلا "عليكم أن تفكروا في مصيركم أنتم"، مؤكدا أن تركيا بشعبها وجيشها وشرطتها، ستقف في مواجهة أي عنصر يمثل تهديدا لها. وأكد أردوغان أن "المرء لا يصبح مسلمًا بربط عِصابة على الرأس أو حمل راية مكتوب عليها كلمة التوحيد، أو باستغلال لفظ الجلالة. هؤلاء (تنظيم داعش) لا علاقة لهم بالإسلام، على العكس إنهم مصيبة عليه". وشدد أردوغان على أن تركيا "لن ترضى بالمكيدة التي يُراد تنفيذها في سوريا، ولن تقبل بفرض الأمر الواقع. سنستخدم جميع إمكانياتنا لحماية وحدة الأراضي السورية، بما في ذلك تولي الأمر بشكل فعلي في حال الضرورة. نحن مصرون على أن تُدار تلك الدولة (سوريا) بإرادة شعبها". ميدانيا، ذكرت مصادر عسكرية ووسائل إعلام تركية، أن حافلات ضخمة تحمل دبابات ومدرعات، وصلت من مدينة اسطنبول والمدن المحيطة بها إلى محطة قطارات قارتبه بولاية "كوجة إيلي" شمال غربي تركيا، لتنقل عبر السكك الحديدية إلى الحدود السورية. وفي سياق متصل، نقلت فرق الإسعاف المتمركزة في المناطق الحدودية، ثلاثة أشخاص تابعين لقوات الجيش السوري الحر إلى إحدى المستشفيات بمدينة غازي عنتاب، عقب إصابتهم بقذيفة هاون خلال الاشتباكات الدائرة حاليا مع تنظيم داعش. وعن الوضع على الحدود السورية، سقطت قذيفتا هاون من الداخل السوري، أمام قيادة الدرك، ومبنى البلدية ببلدة "قارقميش" في غازي عنتاب، دون سقوط ضحايا أو إصابات. من جانبها، سيطرت قوات المعارضة السورية المعتدلة، على قرية "ككليجة" التابعة لمدينة "جرابلس" شمال محافظة حلب. وبحسب مصادر عسكرية، فإنّ "ككليجة" التي سيطرت عليها قوات "الجيش السوري الحر" تبعد عن الحدود التركية بمسافة 3 كيلومتر، وعن مركز "جرابلس" 5 كيلومتر، مشيرةً إلى أنّ هذه القوات "دخلت القرية برفقة وحدات مدرعة". وتقوم قوات المعارضة السورية المعتدلة بتأمين محيط القرية استعداداً للانطلاق منها إلى مركز "جرابلس" الواقعة شرقها، بهدف المشاركة في عملية تطهيرها من عناصر "داعش".