نشرت تركيا الاثنين دبابات ومدرعات عسكرية على حدودها مع سوريا، في حين تستعد الحكومة لطرح نص على البرلمان يتيح لها التدخل ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية". عززت تركيا الاثنين حضورها العسكري على حدودها مع سوريا بعدما استهدفتها عدة قذائف، في حين تستعد الحكومة لتطرح على البرلمان مشروع قرار يتيح لها التدخل ضد إرهابيي تنظيم "الدولة الإسلامية". ونشرت أنقرة أكثر من من عشر دبابات وآليات مدرعة للجيش بعد ظهر الاثنين حول مركز مرشد بينار الحدودي حيث أسقطت ثلاث قذائف هاون أطلقت من سوريا دون التسبب بأضرار أو ضحايا حسب المعلومات الراهنة.. ويأتي هذا التعزيز في وقت تتواصل فيه المعارك بين جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد في محيط مدينة عين العرب على بعد بضعة كيلومترات من الحدود التركية. وسقطت الأحد قذيفة مصدرها سوريا على منزل في مدينة سروج الحدودية التركية مسفرة عن ثلاث إصابات، وأعلنت هيئة أركان الجيش التركي أنها ردت على هذا الاعتداء. وإثر عدة حوادث جرت على الحدود في 2012، غيرت القوات المسلحة التركية قواعد الاشتباك وهي ترد بانتظام وبالمستويات نفسها على أي نيران مصدرها سوريا وتستهدف أراضيها. وستطرح الحكومة الإسلامية المحافظة الحاكمة في تركيا الثلاثاء على البرلمان نصا يسمح لها باللجوء إلى القوة في العراقوسوريا ما يسمح لتركيا بالانضمام إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية". وسيبدأ النواب في مناقشة المذكرات الخميس. وأول هذه القرارات سيجدد لمدة سنة الإذن الذي منحه البرلمان للقوات المسلحة التركية للتدخل في العراق. وكان هذا القرار يتيح حتى الآن لتركيا شن غارات على القواعد الخلفية لمتمردي حزب "العمال" الكردستاني المتحصنين في جبال قنديل في أقصى شمال العراق. أما القرار الثاني والجديد، سيتعلق بالموافقة على لقيام بعمليات عسكرية على الأراضي السورية. وبعد الرفض الصريح، يبدو أن تركيا اليوم مستعدة للمشاركة بدورها في التدخل العسكري الذي يقوم به التحالف. وقد شكلت الولاياتالمتحدة هذا التحالف لمحاربة المقاتلين السنة المتطرفين في تنظيم "الدولة الإسلامية" المتهمين بارتكاب انتهاكات عديدة في العراقوسوريا. وأنقرة التي اتهمت بدعم وتسليح المجموعات المتمردة المتطرفة التي تخوض حربا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومنها تنظيم "الدولة الإسلامية"، بررت لفترة طويلة رفضها التدخل بضرورة حماية 46 من رعاياها كان يحتجزهم تنظيم الدولة الإسلامية رهائن منذ يونيو/حزيران في القنصلية التركية في الموصل (العراق). وبعد الإفراج عنهم في 20 سبتمبر/أيلول، شهد الموقف التركي تحولا وباتت تركيا تلمح إلى احتمال انضمامها إلى المعركة ضد الجهاديين. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب ألقاه الأحد "سنجري محادثات مع السلطات المعنية هذا الأسبوع. سنكون حيث يجب أن نكون. لا يمكن أن نبقى خارج" التحالف. وانتقد الاثنين أردوغان بضراوة تنظيم "الدولة الإسلامية" وأكد أن لا علاقة له بالإسلام. فقال إن "نسب أعمال إرهابية في الشرق الأوسط إلى الإسلام ليس سوى تحريف للحقيقة".