تتعالى صرخات الفلاحين في بوعرفة جنوبالبليدة بعد ما تورطت أياد خفية في أفساد وسرقة ثمارهم بشكل غير مسبوق وبقائهم عاجزين عن معاقبة الفاعل، والطريف في الأمر أن اللص معروف ومحمي بقوة القانون، الأمر الذي جعل القردة سارقة التين والبرقوق تستمر في شغبها بأريحية، تقابلها حرقة أعصاب فلاحين تعبوا دون أن يجنوا الثمار. حكاية القردة وسرقة ثمار الفاكهة والخضر من البساتين بمنطقة بوعرفة الجبلية في البليدة حكاية تتكرر مع كل موسم صيف، فقردة الماغو تأقلمت مع المنطقة وصارت ابنة بيئتها لدرجة صارت شغوفة بحب الفاكهة المحلية التي تشتهر بها المنطقة على غرار البرقوق والتين، ما جعلها تقتحم البساتين حيث تلهو وتمرح بالثمار، تتناول ما تشتهي وتفسد الباقي ومن ثم تُغادر دون أن يراها احد، في وقت تفطن الفلاحون إلى أن يدا خفية طالت ممتلكاتهم وأفسدت منتجاتهم دون أن تترك أثرا لها وشكوكهم دامت طويلا ليتأكدوا أن الفعل ليس من اقتراف البشر وإنما القرد المغاربي وراءها، الفلاحون قالوا في معرض شكواهم للشروق إنهم يضربون أخماسا في أسداس، متحسرين على الخسائر التي تكبدوها هذه السنة بعد ما زحفت قردة الماغو التي تعيش بحظيرة الشريعة بشكل رهيب نحو بساتينهم مؤخرا وجعلت من أشجار فاكهة التين والبرقوق والعنب مصدرا للاقتيات ما كبدهم خسائر وأدى إلى فساد وتراجع في منتوجاتهم الموسمية وزراعاتهم المعيشية والخضر التي هي مصدر رزق غالبيتهم. ودعا محدثو الشروق الجهات المعنية مد يد العون لاحتواء المشكل الذي أرقهم دون ان يجدوا الحلول. وذكر مصدر من الغرفة الفلاحية بالبليدة أن مشكل قردة الماغو والضرر الذي ألحقته بفلاحي المناطق الجبلية بينها بوعرفة تم طرحه، موضحا أن المشكل من صلاحيات محافظة الغابات للنظر فيه. من جهته، ذكر مصدر مسؤول من الحظيرة الوطنية للغابات في حديث للشروق أن ما وقع ببوعرفة مشكل يتكرر كل سنة خلال فصلي الصيف والخريف تبعا لحركة الانتقال الفصلية لهذا الحيوان البري عبر جبال وغابات الأطلس البليدي موطنه الأصلي، موضحا أن القرد المغاربي لجأ إلى الحقول بحثا عن الغذاء بسبب اختلال التوازن الإيكولوجي بالغابة نظرا لسلسلة الحرائق المتكررة التي شهدتها منطقة بوعرفة مؤخرا، ما دفع القرود للهرب والبحث عن مكان آمن يتوفر فيه الطعام. وقال ذات المصدر، أن ما وقع ببساتين بوعرفة للفواكه والخضر يتحمل جزءا من مسؤوليته الفلاحون بسبب غياب عامل الحراسة بشكل يومي وعدم تسييج أراضيهم بشكل صحيح يحول دون اقتحام الحيوانات البرية للسياج، وذكر محدث الشروق أن قرد الماغو محمي بموجب القانون والمساس به فعل يُجرّمه القانون ويضع مرتكبه تحت طائلة المتابعة القضائية، داعيا الفلاحين إلى التأقلم مع الوضع واتخاذ التدبير اللازمة لحماية منتوجاتهم وكذا تأمين أراضيهم ضد الأخطار والأضرار المختلفة التي قد تلحق بهم.