300 معتمر جزائري عاشوا ساعة رعب في سماء البحر المتوسط لم يتوقع300 جزائري كانوا على متن طائرة للخطوط الجوية السعودية متوجهين لأداء العمرة، أن تتحول الرحلة بعد الدقيقة ال 50 من إقلاع الطائرة إلى رعب وهلع، كان المسنون من المصابين بالسكري وضغط الدم أول المتأثرين به حسب شهادات بعضهم بعد هبوطها الاضطراري بسبب خلل في مفصل جهاز التوقف الحامل للعجلة. نقل ركابٌ عايشوا لحظات الهلعِ والرعبِ الأجواءَ التي عاشها 300 مسافر جزائري كانوا متوجهين على متن طائرة آربيس (300/600A) أقلعت على السابعة والنصف صباحا، بعد تأخر عن موعد الرحلة ب 60 دقيقة. وقال هؤلاء في اتصال ب"الشروق" أن الأمر كان عاديا بعد الإقلاع، لكن الركاب لاحظوا أن الطائرة لم تخرج عن الأجواء الجزائرية، و ظلت إلى غاية الدقيقة ال 50 من لحظة الإقلاع، تجوب فوق البحر المتوسط، إلى أن تدخل أحد أعضاء طاقم الطائرة متحدثا بالعربية ممزوجة باللهجة المصرية، ليخبر المسافرين أن هناك خللا تقنيا يحول دون مواصلة الرحلة، ويجبر الطائرة على هبوط اضطراري في مطار الإقلاع. وقبل أن ينهى المتحدث الخبر الذي حمل تطمين الركاب بعدم وجود ما يدفع للخوف الذي نزل عليهم كالصاعقة، بدأ الهلع والخوف ينتاب إلى المسافرين، الذين كان أغلبهم من المسنيين ومعظمهم من المصابين بالسكري وضغط الدم، حسب ما رواه الركاب. وامتد الخوف طيلة الفترة التي كانت تحلق فيها الطائرة في الأجواء، منتظرة إشارة الموافقة على النزول بالمطار، وبقي الهلع سيد الموقف لدى المسنين الذين منهم من نطق بالشهادتين معتقدا أن أجلهم قد حان. وظل اليأس مخيما لمدة الساعة ونصف، رغم تطمينات عضو الطاقم الذي شرح لهم طبيعة الخلل، وأنه لا يستدعي كل هذا الخوف، لأن الأمر يتعلق بعطب في جهاز التوقف الحامل مفصليا لعجلة الطائرة، الذي توقف التحكم فيه أوتوماتيكيا وميكانيكيا منذ التحليق، وقال لهم إنه يستلزم العودة في مثل هذه الحالات. ولم يتنفس الركاب الصعداء حسب روايتهم إلا بعد أن علموا بلحظة النزول إلى أرضية المطار، لكن المسنين كان الأمر بالنسبة إليهم مقضيا و الآجل منتهيا، إلى أن توقفت الطائرة على الأرضية، ووصلت سيارات الإسعاف التابعة للحماية المدنية، ووحدات التدخل التابعة للشرطة، للإشراف على إنزال الركاب ونقلهم إلى قاعة الركوب، فيما تنقلت فرق الصيانة التابعة للمطار لمعاينة الحادثة مع طاقم الطائرة. وبقى الركاب في القاعة معزولين في قاعة الركوب، بدون أدنى الخدمات والإسعافات بالنسبة للذين اصيبو بحالة الهلع والإغماء حسبهم إلى أن تولت فرق الخطوط الجوية أمر العناية بهم من حيث الإطعام، في انتظار مواصلة الرحلة على متن طائرة أخرى، قيل لهم إنها قادمة من العربية السعودية، فيما تردد أنه سيجرى إصلاح العطب. من جهة أخرى، أكدت مصادر بالمطار الدولي هواري بومدين ل "الشروق" الحادثة، وتطابقت مع رواية الركاب، فيما اعتبرت الخللَ التقني أمرا معتادا، غير أنه لما تعلق الأمر بمسنين كانوا متوجهين للعمرة، أخذ هذا المنحى، سيما وأن منهم مصابون بأمراض مزمنة. ممثلة الجوية السعودية في المطار للشروق: سنجلب طائرة أخرى من جدة نزولا عند رغبة المسافرين من جهة أخرى أكد مشرف خدمات العملاء للخطوط الجوية السعودية في مطار هواري بومدين في تصريح للشروق عن قيام مصلحته بواجب التكفل بالمسافرين مسنين وأطفال ودون تقصير وأضاف أنه نزولا عند رغبتهم تقرر جلب طائرة أخرى من جدة بعد رفضهم مواصلة الرحلة بالطائرة التي أصابها الخلل وتصل هذه الأخيرة إلى الجزائر في حدود العاشرة ليلا لتنقل المعتمرين إلى البقاع المقدسة قبل منتصف الليل.