احتج أمس قرابة 200 معتمرا داخل المطار الدولي الجديد "هواري بومدين" بعد أن رفضت الخطوط الجوية الليبية نقلهم على متن رحلتها المتوجهة إلى مدينة جدة السعودية في الوقت الذي كان كلهم يحملون تذاكر بتاريخ 18 سبتمبر، أي موعد الرحلة التي برمجتها وكالة "ال تور" المسجلين لديها لأداء مناسك العمرة . و قد بررت شركة الخطوط الليبية قرارها مؤكدة أن ملزمة باحترام قائمة من 100 معتمر كانت قد قمتها لها ال تور. وقد تسبب غضب المعتمرين في توقيف عمليات الحجز وتأخير إقلاع الطائرة الليبية ، حيث ناشدوا السلطات الوصية التدخل على أساس أنهم ضحايا "احتيال" و "نصب" كما يقولون. واستنكر المعتمرون القادمين من ثلاث ولايات، 107 من غرداية كانوا قد حجزوا لدى وكالة "هبلة تور"، 43 معتمر من الوادي، و13 من تيبازة.. وآخرين كانوا فرادى، ما أسموه بالتلاعبات في منح تواريخ التذاكر، حيث لجأت وكالة "أل تور" - التي تتعامل بالاشتراك مع "هبلة تور" حيث تتكفل هذه الأخيرة بالتأشيرات والأولى بالإيواء والنقل بالسعودية - لتدارك تأخر نقل زبائنها إلى وضع ملصقات صغيرة توضح تاريخ 18 سبتمبر فوق تاريخ 25 سبتمبر في تذاكر الحجز، التي اطلعنا احدهم على عينة منها، كما اطلعنا على تأشيرة من السفارة السعودية، غير أن الجوية الليبية قامت بإتباع القائمة الاسمية، ورفضت كل احتجاجات المعتمرين. ومازاد في غيض المعتمرين الجزائريين هو لجوء الجوية الليبية بالحجز بين الحين والأخر لمواطنين ليبين لديهم تذاكر بتاريخ 25 سبتمبر المقبل، وعن هذه النقطة قال مسؤول بجناح الجوية الليبية أن الطائرة تسع ل 130 راكب ، وأن الاتفاق مع "أل تور" يقضي بتخصيص 100 مقعد، مضيفا أن البقية تخص زبائنهم من السياح العاديين. هذا، وقد التقينا السيدة باب عدون عائشة من غرداية والتي أصيبت بارتفاع في الضغط الدموي ونقلت إلى المستشفى، وكانت قد قضت عشرة ليالي بالفندق بسبب تغير تواريخ التذكرة من موعد لآخر، بحسب أحد أقربائها المرافق لها، وقال معتمر آخر من الواد انه قطع مسافة تقارب 700 كلم ليجد نفسه غير معني بالرحلة. من جهتها، استنكرت السيدة فكيري عائشة حجز تذكرتها لدى الوكالة ومنحها جواز السفر فقط مؤشر عليه لأداء العمرة، وأكدت أن مسؤولي الوكالة استدعوها سهرة أول أمس، من حجوط بتيبازة،( 85 كلم غرب العاصمة) عقب صلاة التراويح لمقر الوكالة، مطالبين منها إمضاء تنازل رسمي عن الشكوى المودعة لدى الأمن بحضور محامية الوكالة، وقالت أنها لن توقع ذلك إلا بعد ثبوت سفرها غير أنها في صباح أمس، رفض عمال الوكالة الذين حضروا إلى المطار منحها التذكرة، على حد قولها، وقالت "أنا لم أقم بتخريب أو تحريض وأن ما حصل بالوكالة من مناوشات وفوضى مطلع الأسبوع سببه عامل بالوكالة قام بشتم ابني ووصفه بعبارات بذيئة"، ولم نجد ممثلي الوكالة للتأكد من موقفهم تجاه الفوضى العارمة والخلط الحاصل بالمطار، والذي استاء منه مرتادو المطار، واعتبروه تشويها بشكل غير مباشر لوجهة المحتجين، ألا وهو البقاع المقدسة. بلقاسم عجاج المقال في صفحة الجريدة pdf