اقترح 45 نائبا فرنسيا، الثلاثاء، على وزير الداخلية الفرنسي "برنار كازنوف" حبس الناشط السياسي الجزائري "رشيد نكّاز" 36 شهرا بسبب مواصلته دفع غرامات "النقاب" و"البوركيني". أتى مقترح البرلمانيين الفرنسيين أياما بعد كشف "نكّاز" (44 عاما) عن تحديه رؤساء بلديات فرنسا الذين أصدروا قرارات حظر "البوركيني"، فبعد رفض هؤلاء التجاوب مع رغبة "نكّاز"، مضى الأخير في تسديد الغرامات المالية. وفي مقابلة نشرتها وكالة "الأناضول"، لاحظ الرجل الذي تخلّى طوعا عن جنسيته الفرنسية في 14 جويلية 2013، إنّ "المسلمات يشكّلن الهدف "الأكثر يسرا" خصوصا بالنسبة للساسة الفرنسيين، وذلك في سياق اجتماعي واقتصادي صعب بشكل استثنائي". وأورد "نكّاز": "حين يتعلّق الأمر بالمسلمات، فإنّ الساسة (الفرنسيين) يستثمرون الأمر بدون إشكال يذكر بالنسبة لهم، لأنهم يدركون أنه من اليسير الضغط عبر هذا الموضوع، مدفوعين في ذلك بأسباب انتخابية"، ولفت إلى أنّ "هذا التمشّي لا يكلّفهم الكثير، بل من المفيد لهم استثماره بدل أن يجدوا أنفسهم مجبرين على تسوية إشكالات اقتصادية واجتماعية في بلادهم". وقارن "نكّاز" بين جدل 2010 إثر حظر البرقع، والسجال الراهن عقب منع ارتداء "البوركيني" على الشواطئ، وتابع: "قالوا لنا لسنوات إن حظر البرقع يهدف إلى تعزيز شعار الجمهورية بما أن الأخيرة تعيش بوجه مكشوف، لكن مع البوركيني، الوجه مكشوف بالفعل، ولا حاجة إذن لافتعال أي حجة من هذا النوع". وهاجم "نكّاز" رئيس الوزراء الفرنسي "مانويل فالس" الذي اعتبر أنّ البوركيني والحجاب لا يتوافقان مع قيم الجمهورية، حيث شدّد نكّاز: "هم يتحدّثون عن قيم الجمهورية، ويغفلون حقيقة أن تلك القيم هي الحرية والمساواة والأخوّة.. إنّهم هم أنفسهم من لا يحترمون هذه القيم". وحقّق نكّاز شهرة دولية واسعة، عقب مبادرته بدفع الغرامات المسلّطة ضدّ من يرتدين البرقع في العديد من البلدان الأوروبية، بينها فرنسا، وجدّد ذلك مع غرامات "البوركيني"، وعلّق: "لا أقبل أن يستخدم بلد كبير مثل فرنسا، الإسلام للحدّ من الحريات الفردية في الفضاء العام، ولا أقبل أن تستعمل أحزاب سياسية (فرنسية) هذا الخوف من الإسلام لشيطنة ووصم المسلمات الآمنات، ولذلك ينبغي تركهن يرتدين ما يحلو لهن"، لافتا إلى أنّه اتّخذ مبادرته (المتعلقة بدفع الغرامات) إيمانا منه ب "مبادئ حقوق الإنسان"، وليس "لاعتبارات دينية". ومنذ عام 2010، دفع "نكّاز" 1167 غرامة في فرنسا، بلجيكا (268)، هولندا (2) وسويسرا (1)، أي ما يعادل 245181 يورو بفضل صندوق يحتوي مليون يورو، وأبدى الرجل استعدادا لإنفاقه بالكامل دفاعا عن نساء مسلمات يعشن كل يوم في نظام "أبارتيد حقيقي"، طالما أنّه في فرنسا 2016، ينبغي على المرأة المسلمة دفع المال للخروج في الشارع أو للذهاب إلى الشاطئ. وهذا له اسم: تعداد الحرية. رغم أنه ضد النقاب والبوركيني الذي يشكلان حاجزا لإدماج المرأة في المجتمعات الأوروبية، إلاّ أنّ "نكاز" يحترم اختيار هؤلاء النساء الحرات، مثل فولتير في قضية جان كالاس البروتستانتي في تولوز بين عامي 1761 و1765. ويعتزم "نكاز" دفع الغرامات ضد النقاب وضد النقاب أو ضد الحجاب أو أي محظورات أخرى في المستقبل التي سيتم التصويت عليها في فرنسا أو في أوروبا ضد المواطنين الفرنسيين المسلمين الأحرار.