عبد الحميد مهري طالب عبد الحميد مهري الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، وأحد أبرز وجوهها، القيادة الحالية للآفلان بفتح نقاش صريح وعميق في كل ما يتصل بنظام الحكم وتسيير الشؤون العامة، مذكرا بأنه لازال يتحين الظروف لشرح الأسباب التي أبعد لأجلها عن مسؤولية الأمانة العامة، منتقدا ضمنيا كل المؤتمرات المتعاقبة للحزب العتيد منذ رحيله، على خلفية أنها جاءت "مضطهدة" للرأي المخالف، وغيبت القضايا الأساسية والجوهرية التي تكيف مسيرة البلاد وتحدد مصيرها. * وجاء في الرسالة التي وجهها عبد الحميد مهري الى الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، والتي تلقت "الشروق اليومي" نسخة منها "لقد تلقيت دعوتكم لحضور افتتاح المؤتمر التاسع، وإني أشكركم على التفاتتكم الأخوية، لكن ارتباطي بموعد سابق في الجامعة الإسلامية حرمني مع الأسف من تحية العديد من المناضلين الذين ربطتني بهم في الماضي رابطة النضال، والتعرف على مناضلين شباب". * غير أن رسالة مهري التي حملت في شكلها الاعتذار عن عدم تلبية دعوة بلخادم، جاءت في مضمونها حاملة لرسائل مشفرة وأخرى صريحة، حيث أنه موازاة لعرضه للانشغال الذي حال دون حضوره افتتاح المؤتمر، قال "مازلت أطمح أن يفتح نقاش صريح وعميق عن التجارب التي عرفتها جبهة التحرير، والتجارب التي عاشتها البلاد منذ الإستقلال في كل ما يتصل بنظام الحكم وتسيير الشؤون العامة"، مؤكدا أنه في حال شكل هذا الموضوع جدول أعمال مؤتمر الجبهة لألغى مهري كل ارتباطاته ولبى دعوة عبد العزيز بلخادم لحضور المؤتمر التاسع المنعقد بالقاعة البيضاوية بداية يوم الجمعة الماضي. * وأضاف مهري مبررا "مازلت مدينا لمناضلي جبهة التحرير الوطني بعرض شامل عن المهمة التي كلفتني بها اللجنة المركزية بإنتخابي أمينا عاما للجبهة في ظروف بالغة الدقة والخطورة"، كما قال "أعتقد أن العديد من الشخصيات التي دعيت لحضور جلسة الافتتاح قادرة بدون شك، على المساهمة في هذا النقاش، إذا قدر له أن ينظم وإثراء التجربة العامة بآرائهم وتجاربهم". * وعاد مهري بأثر رجعي ليبحث في التاريخ ويذكر قائلا "لقد أبعدت من مسؤولية الأمانة العامة في ظروف وملابسات تعرفها حق المعرفة"، في إشارة الى بلخادم مضيفا "وتعهدت بشرح الأسباب العميقة لكل ما حدث عندما ينعقد مؤتمر الجبهة الذي كان مبرمجا، لكن جميع المؤتمرات توالت دون السماح بالتعبير عن الرأي المخالف، الذي يتناول القضايا الأساسية والجوهرية التي تكيف مسيرة البلاد وتحدد مصيرها". * وردا عن كل تخمينات أو تساؤلات عن جدوى اجترار أشياء هي من الماضي، قال مهري "أعتقد أن العودة لهذا الماضي القريب بعد فاصل زمني طويل، قد يتيح تناولا أكثر موضوعية للقضايا الأساسية التي مازالت قائمة" . *