طالب الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، عبد الحميد مهري، بتمكينه من كشف ملابسات الانقلاب عليه في دورة اللجنة المركزية لعام 1998 والخيارات التي اعتمدها الحزب في عهده واشتكى- في رسالة بعث بها اعتذارا للأمين العام الحالي للحزب عبد العزيز بلخادم- من تغييب النقاش في صفوف الحزب حول خيارات الحزب والسلطة في السنوات الماضية. ورغم اعتذاره عن المشاركة لالتزاماته مع جامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة، فقد أوضح مهري في رد على دعوة عبد العزيز بلخادم أمين عام الأفلان له لحضور أشغال المؤتمر التاسع للحزب أنه مازال يطمح إلى أن تتاح الفرصة لجميع المناضلين ليناقشوا بصراحة وعمق التجارب التي عرفتها جبهة التحرير في تاريخها الحافل، والتجارب التي عاشتها البلاد منذ الاستقلال في كل ما يتصل بنظام الحكم وتسيير الشؤون العامة. وبرر مهري في رسالته رغبته في مخاطبة إطارات الحزب من منطق أنه ''مازال مدينا لمناضلي جبهة التحرير الوطني بعرض شامل عن المهمة التي كلفتني بها اللجنة المركزية بانتخابي أمينا عاما للجبهة في ظروف بالغة الدقة والخطورة، كما أعتقد أن العديد من الشخصيات التي دعيت لحضور جلسة الافتتاح قادرة، بدون شك، على المساهمة في مثل هذا النقاش، إذا قدر له أن ينظم، وإثراء التجربة العامة بآرائهم وتجاربهم. واشتكى مهري من عدم تمكينه من حقه في تفسير موقفه من كل ما حدث ومنها الإطاحة به من قيادة الحزب (رفقة بلخادم نفسه) وتنصيب بوعلام بن حمودة خلفا له في 1997 موضحا ''لقد أبعدت عن مسؤولية الأمانة العامة في ظروف وملابسات تعرفها حق المعرفة، ويعرفها كثير من المناضلين. وتعهدت أمام اللجنة المركزية بشرح الأسباب العميقة لكل ما حدث عندما ينعقد مؤتمر الجبهة الذي كان مبرمجا''، مضيفا أن ''جميع المؤتمرات توالت دون السماح بالتعبير عن الرأي المخالف، الذي يتناول القضايا الأساسية والجوهرية التي تكيف مسيرة البلاد، وتحدد مصيرها''. وشدد مهري الذي يعتبر من أهم الذين تولوا قيادة الأفلان في الفترة العاصفة التي عاشتها بلادنا على أهمية فتح مثل هذا النقاش، متوقعا أن يلقى مطلبه بعض المعارضة في الحزب، موضحا بالقول: ''إنني أستشعر أن البعض يتساءل عن جدوى العودة إلى الماضي وعن الفائدة من اجتراره، غير أنني أعتقد أن العودة إلى هذا الماضي القريب، بعد فاصل زمني طويل، قد يتيح تناولا أكثر موضوعية للقضايا الأساسية التي مازالت قائمة، وينير طريق الوصول إلى الحلول التي تتطلبها على ضوء الممارسات وأنماط السلوك التي أفرزتها السياسات المنتهجة. وتمنى مهري في رسالته النجاح لبلخادم والمؤتمر والتوفيق في خدمة الوطن بما يبذله المناضلون الأوفياء لجبهة التحرير من جهود وتضحيات.