دعا المشاركون في كلماتهم لدى اختتام اليوم الدراسي الذي نظمه المجلس الأعلى للغة العربية بفندق الأروية الذهبية، حول "اللغة العربية في الصحافة المكتوبة" أول أمس إلى عدة توصيات منها تأسيس هيئة لمراقبة لغة الصحافة، وتخصيص جائزة للجريدة الأقل أخطاء لغويا في السنة، وكذا إدراج مادة دراسية بكلية الإعلام للتدقيق اللغوي تساهم في تحسين وتكوين الصحفيين. وطالبوا المجلس بتقديم خدمات لهيئات تحرير الصحف للمساهمة في تقديم مادة إعلامية راقية، هذا وقد تباينت آراء المشاركون حول لغة الصحافة المكتوبة بين كونها تختلف عن اللغة الأدبية والعامية والعلمية، وكونها لغة ثالثة بين الفصحى والعامية، ويجب أن تكون قريبة واضحة ومبسطة للقارئ، غير أنهم انتصروا للغة الصحافة المكتوبة التي وصفوها بأحد المساهمين في الحفاظ على العربية وقواعدها وكذا انتشارها الواسع لدى أوساط الشباب في الجزائر. وتناول المشاركون في هذا اليوم مكانة العربية خلال الاستعمار الفرنسي وبعد الاستقلال، وكذا دور الصحافة في ترقية اللغة ومستقبل الصحافة المكتوبة في ظل انتشار الصحافة الإلكترونية التي اعتبروها مكملة للصحافة الورقية، إضافة إلى إلقاء الضوء على واقع الصحافة الجزائرية. وسجل هذا اليوم حضورا قويا ليومية الشروق، سواء بالأساتذة والباحثين المتدخلين الذين أخذوها نموذجا في بحوثهم الجامعية، وقدموا دراساتهم في محاضراتهم، أو بحضور إعلاميين منها على غرار الصحفي محمد بغالي الذي أكد أن الصحافة المكتوبة المعربة ساهمت في الحفاظ على العربية، حيث وقفت جدار صد في وجه اللغات الأخرى، والدليل على ذلك حسبه السحب الكبير لها، مضيفا أن الجرائد المعربة لا تكمن إشكاليتها في اللغة وقواعدها، بل في إشكالية الرغبة في أن تكون وعاء لمحتوى إعلاميا صرفا أو وعاء أديولوجي، ودعا إلى التخلص من عقدة الستينيات والسبعينيات والخروج من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم. من جهته مصطفى فرحات أوضح أن الصحافة المكتوبة هي ضحية وليست فاعلة ولا مساهمة لمأساة العربية، لأن المشكل يعود لعدة مؤسسات على رأسها المنظومة التربوية، مضيفا أن الصحفي الذي تحول إلى مترجم يعاني من تنشئة غير سليمة مبنية على مبدأ التصارع بين اللغات. يذكر أن هذا اليوم افتتحه كاتب الدولة المكلف بالاتصال لدى الوزير الأول عز الدين ميهوبي، حيث ألقى كلمة بالمناسبة حمّل فيها المسؤولين على المنابر الإعلامية مسؤولية تهجين اللغة العربية الذين قال عنهم إنهم أصبحوا مهتمين بنقل المعلومة على حساب اللغة، مضيفا أن هناك من الصحفيين من يستعمل العربية بنوع من الفضاضة دون الدراية بمعنى اللفظ، داعيا في الوقت ذاته إلى رفع اللبس والغموض عن اللغة العربية وإنتاج لغة جزائرية تراعي خصوصية المجتمع الجزائري، كما أعرب عن استعداده لتمويل ورشات لتحسين لغة الإعلاميين إذا ما أراد المسؤولون الإعلاميون ذلك.